نبض الناس
…..
المنحة في اللغة هدية أو عطية أو علاوة تمنح للموظفين ، وفي علم الاقتصاد هي كتلة مالية تمنح لفئات مجتمعية كالطلاب ، والمميزين علميًا أو فنيًّا أو رياضيًّا وغير ذلك من هذا القبيل ، وللعاملين في الدولة والمتقاعدين
لدعمهم ماديٍّا ، وإعانتهم على الظروف المعيشية في مواجهة التضخم المالي ، والغلاء الفاحش ، نتيجة ضعف القدرة الشرائية.
ومن هذا المدخل ، يمكن الحديث عن أهمية ” المرسوم التشريعي رقم 4 للعام 2022 ” القاضي بصرف منحة 75 ألف ليرة للعاملين في الدولة من المدنيين والعسكريين وأصحاب المعاشات التقاعدية.
وكذلك توجيه السيد الرئيس بشار الأسد ، بصرف منحة مالية لجرحى العمليات الحربية ولأسر الشهداء والمفقودين .
والتي تشمل جميع جرحى العمليات الحربية من الجيش وقوى الأمن الداخلي والقوات الرديفة ، ممن لديهم نسبة عجز 40% وما فوق ، وأسر الشهداء والمفقودين .
والتي تقضي بتخصيص 100 ألف ليرة للجرحى من شريحة العجز الجزئي 40 – 69% ، و 150 ألف ليرة للجرحى من شريحة العجز تحت الكلي 70 – 79% ، و200 ألف ليرة لجرحى العجز الكلي 80% وما فوق .
و150 ألف ليرة لأسرة الشهيد المتزوج ، و100 ألف لأسرة الشهيد العازب ، ومثل ذلك لأُسر المفقودين.
إذ تشكل هذه المنح بمجملها رافدًا داعمًا للرواتب والأجور ، وإعانة إسعافية سريعة للموظفين والمتقاعدين وأسرهم ، وللفئات المجتمعية الأخرى من أسر وذوي الشهداء والمفقودين.
ومن شأن هذه المنحة التي تستفيد منها الأغلبية العظمى من المواطنين ، أن تحرك جمود الأسواق وتنعش حركة البيع والشراء.
فالمواطنون سينفقون هذه المنحة على الضروريات من مستلزماتهم اليومية الاستهلاكية ، أو على ما يحتاجونه بموسم العيد .
وفي كل الأحوال ، ومهما تكن القيمة الفعلية لهذه الكتلة المالية التي تضخ بالأسواق ، فقد جاءت بوقتها المناسب ، وسيكون لها تأثير فاعل بحياة الأسرة ، وخصوصًا إذا كان فيها موظفان أو أكثر. ويمكن النظر من زاوية أخرى لهذه المنحة ، على أنها رسالة للحكومة كي تعمل بكل طاقاتها وإمكاناتها لتحسين واقع الناس المعيشي ، بردم الفجوة السحقية مابين أسعار السوق الرائجة والمتحركة يوميًا ، والرواتب والأجور الثابتة ، وتحقيق التوازن بينهما ، كي يستطيع الناس العيش بشكل طبيعي وسلس ، ومن دون منح داعمة بين الفينة والأخرى.
محمد أحمد خبازي