ضفاف العاصي…
بهدف تشجيع المطالعة وتعزيز أهمية الكتاب ودوره الأساسي في نهضة الشعوب وحضارات الأمم , ولأن الكتاب والمكتبات هي ذاكرة الإنسانيّة النّشطة والّتي من خلالها عرف العالم ماهيّته و نشأته ومراحل تطوره وتناميه فقد وعت البشرية لماهية ودور الكتاب في تهذيب النّفس والرّوح وتقوية وبناء شخصية الإنسان السليم المعافى المنتمي فعملت على طباعته وتوزيعه وتسابقت الممالك والدّول في تأسيس المكتبات وتباهت في أعدادها ونوعيتها (مملكة ماري )على سبيل المثال وليس انتهاءً بكبريات المكتبات العالمية الحديثة مروراً بمكتبة بغداد ومكتبة الإسكندرية الّتي وجد على مدخلها ذاك النّقش الّذي جاء فيه : المكتبة مستشفى الفكر .
ولأن الكتاب كلّ هذا وأكثر فقد احتفت المنظّمة العالمية ( اليونيسكو) بالتّعاون مع منظمات دولية معنية في مختلف دول وعواصم العالم بالكتاب وبالمؤلفين فحددت
الثّالث والعشرين من شهر نيسان من كلّ عام هو يوم عيد للكتاب وحقوق المؤلف ..
ومن هنا أحيت المؤسسات والمنظمات والجّمعيات الثّقافية الأهلية منها والرّسمية في سوريّتنا النّور هذه المناسبة محتفية بالكتاب في يوم عيده العالمي
هو حدث رمزي في عالم الأدب العالمي لأنّه يصادف ذكرى وفاة عدد من الأدباء العالميين الكبار أمثال ( الأب الرّوحي للمسرح العالمي وليم شكسبير – وميجيل دي سرفانتس صاحب أول رواية أوربية حديثة هي دون كيشوت )
تُعتبر مناسبة جِدّ هامة لإطلاق مبادرات وفعاليّات ثقافية من شأنها الحض على القراءة واقتناء الكتاب لاسيّما لدى جيل الشّباب في عصر التّدفق والتّسارع المعرفي و(السّوشيال ميديا) هذا العصر الّذي نأى فيه معظم أبنائه عن الكتاب وعن المطالعة والقراءة ..لا بل عزف الكثير منهم عن كلّ ما هو ثقافة ويتجلى ذلك في غير مناسبة ولكن ثمّة ما يبعث بعض أمل حين نرى ذاك الإقبال عند الكثيرين على اقتناء الكتاب إذا ما توفر بسعر رمزي تشجيعي ..
نعم هي مناسبة جِدٌ هامة لتسليط الضّوء على أهم حامل معرفي للذّاكرة البشرية ألا وهو الكتاب فنرى أنّ الهيئات والمنظمات الأهلية الشّعبية منها والرّسمية أقامت عدداً من الفعاليات (اتحاد الكتاب العرب) أنموذجاً إذ قام ومن على جميع منابره الحيوية المنتشرة في مختلف المحافظات بإقامة معارض كتب ونشاطات موازية ومما لاشك فيه أنّها لاقت هذه المعارض القبول لدى شرائح متنوعة لاسيّما الشّباب إذ كان سعر الكتاب بمئتي ليرة سورية لا غير
كما كانت ومازالت وزارة الثقافة – الهيئة العامة للكتاب ومنذ إقرار هذا اليوم العالمي عام 1995تحتفي بالكتاب فتعمل على إقامة معارض الكتب في مختلف صالات مراكزها الثقافية والمنتشرة على امتداد الجّغرافية السّورية هذه المعارض الّتي بات المواطن السّوري ينتظرها لاقتناء كلّ جديد من إصدارات الوزارة لاسيّما تلك الحسومات الّتي قد تصل إلى أكثر من 50% من سعر الغلاف على إصداراتها الجديدة
في هذه المناسبة لابد من توجيه دعوة إلى جميع مؤسساتنا التّعليمية للعمل على ضرورة نشر ثقافة اقتناء الكتاب ..متعة المطالعة ..القراءة وضرورة تنظيم مسابقات تشجيعيّة في هذا الشّأن
وأختم بما قاله ذات يوم المفكر والمحامي والخطيب الرّوماني (شيشرون ) 106 – 43 ق.م متوجهاًللعامة : (( إذا كان لديك حديقة ومكتبة فأنت لديك كل ما تحتاجه ))
عباس حيروقة