نبض الناس
…..
” مصائب قوم عند قوم فوائد” ، نرى هذا الشطر من بيت المتنبي الشهير ، ينطبق إلى حدًّ كبير ، على المواطنين والموظفين والطلاب ، وغيرهم ممن تتطلب ، أعمالهم وشؤونهم الحياتية التنقل من مدنهم وقراهم لمركز المحافظة وبالعكس ، حيث أزمة نقل الركاب في هذه الأيام على أشدها ، وحيث معاناة الناس منها أعمق وأكبر من ذي قبل.
والتي يستفيد منها أصحاب السرافيس الذين يُحمِّلون عددًا زائدًا من الركاب ، كل أربعة بمقعد وبعلم الشرطة في الكراجات !.
وذلك برغبة من الركاب أنفسهم أحيانًا كنوع من تيسير أمر الآخرين الذين يشقيهم الانتظار المقيت ، والجلوس على الأرصفة والأرض بالكراجات ربما لساعات ، تحت أشعة الشمس اللاهبة ، ترقبًا لسرفيس !.
وكذلك أصحاب السرافيس ما بين مدن المحافظة وأريافها ، الذين يفرضون على الركاب أجرة مضاعفة ” كذا ” ضعف ، بحجة أنهم يشترون المازوت حرًا.
وعلى سبيل المثال لا الحصر ، العديد من السائقين العاملين على خط سلمية ـ تلدرة يفرضون على الراكب 1000 ليرة كأجرة ، بينما هي رسميًا لا تتجاوز 200 ليرة !.
وبالطبع يستفيد من مصيبة المواطنين بتنقلاتهم أيضًا ، أصحاب التكاسي الذين يستغلون معاناة الناس بمدينة حماة من النقل الداخلي ، والذين يضطرون لاستخدامها بدلًا من الوقوف المتعب على المواقف ، وحتى يتجبنوا الجري والتدافش والازدحام إذا ما اقترب سرفيس من مواقفهم ، وتسنى لهم الركوب ، ليصبحوا فيه كـ” قطرميز المكدوس ” !.
هذه هي باختصار شديد حال المواطنين والموظفين وطلاب الجامعة ، في معاناتهم مع النقل ، الذي يحتاج لاهتمام أولي الأمر أكثر من أي وقت مضى ، وخصوصًا في ضبط عمل السرافيس المسجلة لنقل الركاب على الخطوط الداخلية بمحافظتنا ، وفي مازوتها وأين يُستهلك !.
محمد أحمد خبازي