أعاد مرسوم العفو الرئاسي الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد مع حلول عيد الفطر السعيد الأمل للسوريين أينما كانوا بأن الدولة ماضية في إعادة نسغ الحياة إلى شرايين كاد اليباس أن يأتي عليها و بلسم جراح امتدت على مساحة وطن عانى من الإرهاب وويلاته سنين طوال.
والمتتبع لمنعكسات و نتائج العفو يرى كيف تحولت بوابات السجون إلى بوابات أمل ترتجف عندها القلوب بلقاء كان أشبه بالحلم وأصبح حقيقة بين ليلة وضحاها.
نعم لقد خرج المئات إن لم يكن الآلاف إلى اهلهم ممن وقفوا ضد الوطن بقصد أو بغيره فمنهم الكثير من غرر بهم وهم ينتظرون العفو والمسامحة وقد أتى العفو ليؤكد ان صدر الدولة رحب ويتسع لجميع أبنائها وليعيد التوازن إلى أسر وأشخاص اختل ميزان الحياة الطبيعية لديها بغياب أحد أبنائها.
إنها فرحة العيد المضاعفة أن يخرج الأبناء إلى أهلهم وذويهم وجيرانهم ومجتمعهم ومناسبة تؤكد للجميع أن الدولة لم ولن تتخلى في يوم من الأيام عن أبنائها مهما فعلوا بحقها وهي تعطي الفرصة والأمل بأن يكون مرسوم العفو الرئاسي مناسبة لهؤلاء للعيش تحت راية الوطن بشكل طبيعي ليساهموا في بناء الحياة وتكوين مستقبل يليق بهم وبمجتمعهم ووطنهم.
والحقيقة ان مرسوم العفو اكتسب أهمية استثنائية في ظرف استثنائي فالجميع شركاء في هذا الوطن ومهمة إعادة اعماره وإعادة التناغم إلى مكوناته تكون بجهود جميع مواطنيه الذين أثبتوا قدرة نادرة على الصمود والوعي وهو ما سيكون زادهم في قادم الأيام ليبقى وطننا عزيزا شامخا متحابا يبني بيد ويدافع بالأخرى عن مستقبله ووجوده.
غازي الأحمد