نبض الناس : وليصير سعرها مجزيًا لهم !.

    ليس مهمًا الأخذُ والردُ  ، والجدالُ غيرُ المثمر  ، في ما إذا كان سعر القمح الذي حددته الحكومة مؤخرًا مجزيًا أم لا  ، بل المهم أن تعمل كل الجهات المعنية بالعملية الزراعية والتسويقية على أن يكون ذلك السعر مجزيًا ومجديًا للفلاحين  ، وينعكس على حياتهم المعيشية وإعالتهم أسرهم  ، ويشجعهم على العمل الزراعي والاشتغال بالأرض واستقرارهم فيها. 
   فمن حق الفلاح أن يجني غلال تعبه وشقائه خيرًا وافرًا  ، ومن حقه أن يعوض تكاليف فلاحة الأرض وتجهيزها للزراعة ، وتأمين البذار والسماد  ، والمازوت إذا كان يزرع مرويًّا  ، ونفقات الحصاد والنقل لمراكز التسويق. 
   بل ومن حقه أن يربح من رزقه  ، لا أن يطلع من الموسم “راس بعب” كما يقال بالمأثور الشعبي المألوف ، وقيمة إنتاجه بالكاد تغطي ما استدانه من المصرف الزراعي  ، أو ما اشتراه من مستلزمات الزراعة من السوق السوداء  !.
   وإذا كان السعر مع المكافأة التشجيعية غير مناسب للفلاح فعلًا  ، فينبغي للحكومة جعله مناسبًا  ، كي يُقدم  على تسليمها إنتاجه من القمح بحماسة شديدة وهمة عالية ، وبرضى تام بدلًا من تسريبه لتجار السوق السوداء  ، الذين يعرفون كيف يغرونه ببيع محصوله لهم  ، وهو المحتاج لكل ليرة زيادة على 2000 الحكومة. 
  فالبلد بحاجة إلى كل حبة قمح  ، لتأمين الرغيف  ، وبالطبع لا يتحقق ذلك إن لم يكن الفلاح مرتاحًا  ، وإن لم يكن مقتنعًا أنه نال حقه كاملًا. 
  وباعتقادنا  ، كل أساليب الضغط والإكراه لن تلزمه بتسليم محصوله لمراكز التسويق  ، إن لم يحمه مردودُهُ من الجوع والفقر  ، وإن لم يوفر له الحياة الكريمة ولو بالحدود الدنيا. 
لهذا من الأفضل استلام كل إنتاج الفلاحين من القمح مهما تكن نسبة الإجرام والشوائب فيها  ، وأن تتكفل الحكومة بنقل محاصيل الفلاحين من أراضيهم إلى مراكز التسويق بسيارات السورية للحبوب  ، وشاحنات المؤسسات الخدمية التي لا يعوق ذلك عملها  ،  لتوفير الأجور على الفلاحين  ، وليصير سعرها مجزيًا لهم. 
             محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار