إنه الواقع ياسادة !

نبض الناس….
    أكثر ما يثير الدهشة  ، ويستفز الأعصاب  ، عند رفع الحكومة سعر أي مادة  ، هو تبريرها بأن ذلك لن يكون له أي تأثير في حياة المواطن  ، وإن أثَّر فبنسبة بسيطة لا تشكل له مشكلة  !.
   نقول هذا ونحن نتابع يوميٍّا تداعيات التبريرات الرسمية  ، لأسعار المازوت والبنزين الجديدة المخصصين للمبيع بسعر التكلفة  ، والتي أصدرتها وزارة التجارة الداخلية في 17 الشهر الجاري ، ليصبح لتر المازوت بـ 2500 ليرة بعد أن كان بـ 1700 ليرة  ، ولتر البنزين أوكتان 90 بـ 3500 وقد كان بـ 2500 ليرة، ولتر أوكتان 95 بـ 4000 ليرة ، وقد كان  3500 ليرة ،  ومنعكسات ذلك في حياة المواطن العادي المعتر. 
فكل سلعة يدخل في صناعتها المازوت  ، سيعمد الصناعيون لتعويض فرق السعر من المواطن ،  وإن لم يفعلوا فهم يخالفون أبجديات الصناعة ومنطق السوق  .
  إذ من الطبيعي والمنطقي أن يرفع أي صناعي أو تاجر قيمة إنتاجه بالسوق ، عندما ترتفع عليه كلفة الإنتاج  ، فمن هو هذا المغفل الذي يبيع بسعر التكلفة ،  أو بخسارة من رأس المال  ، أو يعمل كي لايربح  !.
  بل حتى الحكومة ترفع بين الفينة والأخرى أسعار منتجاتها كي لا تخسر  ، ولنا في الإسمنت والأسمدة والكهرباء ومياه الشرب والمشتقات النفطية والخبز أدلة ناصعة  !.
     وقد استغل العديد من أصحاب السيارات العامة ذلك الرفع للبنزين غير المدعوم أبشع استغلال  ، فرفعوا أجورهم بنحو 30 ـ 40 بالمئة  ، وحجتهم في ذلك أن مخصصاتهم من المدعوم لا تكفي  ، فيشترون كميات إضافية من غير المدعوم  ، ومن السوق السوداء بأسعار مضاعفة  ، وهم يعوِّضون فروقات الأسعار من رقبة المواطن  !.
   إنه الواقع ياسادة  ، فأي قرار من مثل هذا النوع ، لن يتأثر به غير المواطن ، ولن يدفع ثمنه غير المواطن  ، ولن يكتوي بناره غير المواطن. 
                 محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار