صوت الفداء : أهل للخير..

شكل إنجاز مشفى الشهيد المهندس صالح عبد الهادي حيدر في سلحب وبمبادرة من الشيخ شعبان منصور وعمله ومتابعته له منذ سنوات إنجازاً كبيراً غير مسبوق بالمحافظة ليس بمساحة المشفى وضخامتها فقط وإنما بالجهود الكبيرة والمشاركة الواسعة من أصحاب الهمم وكثرة المتطوعين سواء مادياً أو العمل المباشر أيضاً .
ما يطرح التساؤلات حول دور المجتمع الأهلي في العمل التطوعي وضرورة أن تعمم هذه الفكرة لتشمل كل أنحاء المحافظة ، خاصة بين رجال الأعمال من صناعيين وتجار وسواهم ليكونوا رافداً أساسياً و شركاء بتنمية المجتمع والارتقاء به خاصة أنهم استفادوا من الخدمات العامة التي تقدمها الدولة من إعفاءات وتسهيلات ومزايا من قروض وحوامل الطاقة وخدمات أساسية ، وتشجيع الصناعة الوطنية في إنشاء مصانعهم أو نشاط أعمالهم وتطورها وخاصة بعدما تعرض بلدنا من تخريب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة وحصار خارجي جائر ومحدودية الموارد المحلية المتاحة أمام الحكومة ، والحاجة إلى تضافر كل الجهود لإعادة الإعمار .
إن قراءة سريعة لخارطة العمل التطوعي بالمحافظة تظهر بوضوح أنها تتوسع لكن في مجال تلبية حاجات أساسية من غذاء ولباس ودواء وهي إسعافية دون التقليل من أهميتها ، لكن قلة قليلة منها تركز على التنمية المستدامة أو الحرص على حلول متكاملة تؤدي أن تجعلها منتجة بشكل دائم وليس بعيداً عن ذلك المثل المعروف ( إذا أطعمتني سمكة فإني سأجوع غداً أما لو علمتني الصيد فلن أجوع أبداً ) .
وفي هذا الإطار يمكن للعمل التطوعي أن يقوم بدور أكبر وفي مختلف المجالات التي تأخذ صفة الديمومة وتشمل الفائدة شرائح أكبر من هذه المشاريع إقامة المشافي وتقديم أجهزة طبية وسيارات إسعاف وإنارة الطرق الرئيسية والقرى بالطاقة الشمسية وتأمين وسائط نقل جماعية أو آليات للجميع وغيرها من المشاريع التي تلبي حاجات ضرورية  في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية وسواها تعبر عن مدى وعي المواطن لدوره في نهضة بلده وروح التكافل الاجتماعي والمحبة بين أفراده .
أخيراً : إن إنجاز مشفى الرائد صالح عبد الهادي حيدر هو إنجاز كبير يستحق التقدير للعمل الشعبي التطوعي وللقطاع الصحي ولكل المواطنين ولكل فرد يقدم المزيد من العمل والجهد والتعب لتطوير هذا المجتمع . 

* عبد اللطيف يونس