رذاذ ناعورة : الحقيقة.. بين الصحافة والمسؤول..؟

ما إن صعدت سيارة الأجرة..وقلت لسائقها : صباح الخير.. حتى بادرني بالتساؤل فيما إذا كنت أعمل في حقل الصحافة أم لا..؟ أجبت: بنعم.. وسألته فيما إذا كان له قضية أو مشكلة يريد أن يوصلها إلى الجريدة الغرّاء.
ضحك .. وقال: هل أنت قادر على أن تنشر الحقيقة… أنا أعتقد أنكم تكتبون.. وتنتقدون … وتسخرون… وتشيرون إلى الأخطاء والسلبيات، وتوضحون مظاهر الفساد.. لكنكم لاتستطيعون أن تقولوا إن الفساد هو فلان.. وإن المرتشي هو علتان.. وإذا أشرتم فأقصى ماتستطيعون أن تشيروا إليه لايتجاوز مستوى مدير عام.. أو موظف صغير، وعندما حاولت أن أجيبه, قال : اسمعني أستاذ.. أنتم ليس عليكم رقابة سوى رقابة الضمير.. لكن ماتقومون به ليس إلا وسيلة من وسائل تفريغ غضب المواطن الجائع تجاه مايعانيه يومياً عن الأسعار الكاوية، ومن غياب مادة المازوت، ومن استغلال الكثير من التجار له ..
حاولت مرة أخرى مقاطعته لكنه قال: أستاذ أريد أن أسألك سؤالاً .. قبل أيام وقع حادث سير مفجع بسبب السرعة الزائدة من قبل سائق أرعن مراهق . فكان الضحية / طفلين/، باعتقادك من المسؤول عن هذه الحادثة ( الجريمة).؟!
ولم يترك لي فرصة الجواب فبادر وقال: أنتم الصحفيون.. المثقفون.. المعلّمون.. أنتم من تدّعون أنكم تحملون مسؤولية بناء الجيل الجديد.. تعليمه.. تربيته.. هذا السائق لم يرتكب هذه ( الجريمة) لو كان القانون يطال من أعطاه هذه السيارة ويقودها بدون شهادة سوق..
عندها كنا قد وصلنا إلى المكان المقصود، فقلت له: عفواً .. فقد وصلنا..؟
توفيق زعزوع

المزيد...
آخر الأخبار