ثقافة الشكوى !

بيَّنَ نقيب الأطباء البشريين في لقاء أسرة الفداء معه صباح أمس ، أن ثقافة الشكوى معدومة في مجتمعنا المحلي ، ورغم ملاحظات المرضى على أجور الكشف الطبي ( المعاينة ) وتذمرهم من تقاضي بعض الأطباء أجرة زائدة ، فإنهم لا يشكون رسمياً رغم أن أبواب النقابة مفتوحة لتلقي أي شكوى حتى يوم السبت أي بيوم العطلة !.
وأكد أن أجور المعاينة واضحة ومبيَّنةٌ بتعرفة وزارة الصحة التي لم يطرأ عليها أي تعديل منذ سنوات طويلة ، رغم الغلاء الفاحش الذي طال كل شيء في حياتنا وأثَّر سلبياً في الواقع المعيشي لكل الناس ومنهم الأطباء بالتأكيد .
وبالمقابل ، ذكر الدكتور غزوان المرعي أن العديد من الأطباء ، يتقاضون أجوراً بسيطة ومنهم من لا يتقاضاها أبداً من المرضى غير القادرين على دفعها ، بل أنهم يجرون عمليات جراحية بالمجان للمحتاجين المحولين من الجمعيات الخيرية التي ترعى الفقراء وتقدم لهم خدمات طبية ، وذلك من منطلق الالتزام الأخلاقي ، فالأطباء هم من هذا النسيج المجتمعي ، ويعيشون بين الناس ويقدِّرون ظروفهم المعيشية والمجتمعية عموماً .
وأهاب بالمواطنين الذين يعتقدون أنهم تعرضوا لغبنٍ ما ، بتقديم شكوى للنقابة كي تعمل على إنصافهم وفق القوانين والأنظمة المعمول بها بالنقابة ، فمن حق أي مواطن تقديم شكوى شريطة أن تكون موثقة ، ليصار غلى التحقيق فيها والتأكد منها ، ومساءلة الطبيب إن كان مخطئاً وتمكين المواطن من حقه .
وكشف أن ثمَّة حالات عديدة عولجت بالنقابة بعد شكاوى المواطنين ، من خلال لجنة محايدة بحثت في تلك الشكاوى واتخذت إجراءات مسلكية مناسبة بحق الأطباء المخالفين .
وباعتقادنا ، تعزيز ثقافة الشكوى أمر ضروري كي يصل المواطن المتضرر إلى حقه ، فمن دون الشكوى تبقى الحجة ضعيفة ، وهنا يجب أن ينتفي الخجل من المجتمع أو من أي مخالف ، ليظل الحق سيداً وعالياً ولا يجرؤ أحدٌ على النيل منه أو التطاول عليه .

 محمد أحمد خبازي