صادفته على عجل في الشارع وهو يلتهم سندويشة فلافل بنهم كبير فاجأني بالفعل، لكنه التقط شعوري مباشرة وسألني سؤال العارف: هل يأكل المسؤولون الفلافل؟ مرة أخرى كان السؤال مثيراً لكني ابتسمت وبادرته بسؤال آخر: قبل أن يستلموا كرسي المسؤولية أم بعده؟
نظر إلي بشيء من الانفعال وقال : يرضى عليك بلا فلسفة وأجبني بشكل مباشر, قلت : أعتقد أنهم بعد المسؤولية نادراً ما يأكلون الفلافل, وإذا ماحدث ذلك فبغية تغيير طعم اللحم لا أكثر!!
ضحك بمرارة وهو يقول: معك حق , فلو أنهم يأكلون الفلافل، كانوا شعروا بارتفاع الأسعار في الأسواق، حتى الفلافل، أعني طعامنا نحن الفقراء، وكانوا بادروا على الأقلّ بفعل ما تجاه تحسين الواقع المعاش وضبط الأسعار وحماية المستهلك. أجبته بحماسة كبيرة : أظن أنك تسيء التقدير , ولاتعرف حجم قدرة المواطن وسعة حيلته لتدبير حاله.
فسألني : مادخل الفلافل بهذا التنظير الذي يفوق قدرتي على الفهم والتحمل؟
أجبته ضاحكاً هذه المرة: أعتقد أن أصحاب قرار التسعير والأسعار، يدركون لهيب الأسواق، وقدرة التاجر على رفع الأسعار، وعدم قدرة المواطن على الشراء.. لكن في أغلب الأحيان يتركون الحبل على الغارب حتى تتنعم أنت وتأكل الفلافل.. فهذا من فضل ربي ياسيدي..؟
فصرخ بي.. بربك هذا كلام عاقلين؟! فأجبت على الفور: لماذا تسأل سؤال المجانين؟!
للحقيقة أقول: سؤالك مشروع .. ولكن لاتتعجب كثيراً ولا تكن حسوداً إلى هذا الحدّ يارجل .. ؟!
توفيق زعزوع