لمسنا خلال السنوات القليلة الماضية، و ضمن الفترة القريبة ، حالات مزعجة و مقلقة ( إنسانيا) تجاه زواج صغيرات السن ممن لم يقدرن بعد على فهم متطلبات الحياة و حجمها ، حيث شاهدنا و راقبنا عن كثب حالات حزينة حدثت في أماكن اللجوء ، و في المجتمع أيضاً ، سيقت فيها فتيات بعمر الورود إلى بيوت الزوجية دون أدنى تحضير لمقومات و تبعات الزواج ، دون أدنى حرص لتكون الأسرة الجديدة بخير و فعالة في المجتمع ككل ، و قبل الإشارة إلى الإشكالات الخاصة بالزواج من القاصرات ، نود الإشارة إلى انعدام تماسك المجتمع و بادية تهتكه من خلال ظهور حالات ليست بالصالح العام بتاتاً ، فعندما يتم اقتلاع الفتاة البريئة من مقاعد الدراسة ، أو من ميادين اللعب مع أقرانها ، و رميها في أحضان زوج يقارب عمر والدها ، فهنا نكتب نهاية نفسها الغضة ، و نذبح مستقبلها و مستقبل أطفالها ، كيف لا و نحن نرى زيادة عدد المتسولين الصغار في الأزقة ، الذين لم يجدوا مكاناً يحميهم بعد زواج فاشل كانت الأم فيه طفلة مثلهم ، و كانت ضحية تشبههم ، و لا تملك سبل تربيتهم و دلالتهم إلى طرق النجاح و الخلاص ضمن حياة باتت صعبة و لا ترحم ، كل ذلك يأتي من الجهل بأهمية الأسرة ، و يأتي من الجهل بأحقية الفتاة بحياة أفضل ، تنتقل فيها من عمر إلى عمر ، و من مرحلة إلى أخرى بهدوء و أناة ، و إغماض الأعين عن عدم أهلية جسدها الصغير و عدم جهوزيته لاستقبال أعباء الزواج و الحمل و الولادة و هنالك إحصائيات كثيرة لوفاة الزوجات الصغيرات بسبب عدم أهليتها من الناحية التوليدية و الصحية ، إضافة للأفكار المشوشة و المشوهة تجاه التطورات الجسدية عند الحمل و ما يتبعه ، و يجب أن نقول: إن كل الدراسات الصحية و النفسية تؤكد على ضرورة الاعتناء بالأطفال ، و تجزم بأهمية تحصينهم لما هو آت في أيامهم القادمة .
شريف اليازجي