نبض الناس : وإن كانت 10 ليرات فقط !

ليست مشكلة إن كانت عشر ليرات لا تسمن ولا تغني عن جوع ، ولكن المشكلة هي في الطريقة التي يأخذها منك سائقو سرافيس النقل الداخلي ، من غير وجه حق ، بحجة عدم امتلاكهم ( فراطة ) رغم وجودها أمامهم على ( التابلو ) !.
إذاً المشكلة ليست مشكلة فراطة ، بقدر ما هي مشكلة طمع ، وحب سلب المواطن عشرته التي هي من حقِّه ، طالما لم يصدر قرار رسمي من لجنة السير الفرعية بزيادة أجرة السرافيس من 40 إلى 50 ليرة حتى اليوم .
قد يقول قائل : هي عشر ليرات ولا تساوي حبة خردل ، كقيمة سوقية ، فلماذا تضيق عيونكم وقلوبكم إذا ما أخذها سائق سرفيس ، حتى لو كان ( سلبطة ) ، فلربما يعيل أسرةً ويطعمُ أفواهاً جائعة ، وهي في آخر النهار – أي العشرة – تسند جرة حياته البائسة ؟!!.
ونحن نقول : صحيح أنها عشرة ليست ذات قيمة ، وهي لا تُفقرُ المواطن الذي يستخدم السرافيس في تنقلاته اليومية ، ولكن مجموعها خلال شهر قد يعني شيئاً لمستخدمي السرافيس من ذوي الدخل المحدود ، الذين هم يعيلون أسراً ويطعمون أفواهاً أيضاً ، وينفقون على أبنائهم غذاءً وكساءً وتعليماً ومصروفاً يومياً ، وأجوراً للسرافيس !.
فتقاضي سائقي السرافيس لتلك العشرة غير مبرر على الإطلاق ، وأخذها بهذه الطريقة من المواطنين فيه نوع ٌ من أنواع سلب المواطنين الكثيرة ، التي يتعرضون لها على مدار الساعة في الأسواق المحلية ، التي رفع أغلبية تجارها أسعار موادهم ، بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار وتجاوزه عتبة الـ 600 ليرة ، حتى أمسى أولئك المواطنون كحبات قمح بين أحجار الرحى ، فهم من كل الجهات مطحونون !.
على أي حال ، ما دامت الجهات المعنية غير قادرة على منع العديد من سائقي السرافيس من نهب عشرة المواطن ، نقترح رفع الأجرة إلى 50 ليرة وإقرارها رسمياً ، فعلى الأقل يرتاح المواطن نفسياً ، وينتفي شعوره بأنه يتعرض للسرقة اليومية .

* محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار