رذاذ ناعورة : الخلوي .. وعز أيام الحمام الزاجل..؟

كان ياماكان أيام زمان.. الحمام الزاجل صلة الوصل والتخاطب بين الدول والأقارب والأقاليم.. أما اليوم فحيازتك هاتفاً نقالاً وخطاً لدى إحدى شركتي الخلوي, لايعني بالضرورة أنك أصبحت قادراً على التخاطب والتواصل مع الآخرين, كما هي الحال في بلدات وقرى ومناطق مصياف.
والسبب ببساطة, غياب التغطية بشكل كامل تقريباً في معظم الأوقات، فتجاوز عدد المشتركين بخدمة النقال ـ عشرات الألوف ـ لايعني بالضرورة إثارة اهتمام القائمين على الشركتين الذين يؤكدون كل يوم حرصهم على تلبية وتأمين أفضل الخدمات لمشتركيهم, التي يبدو أنها لن تتجاوز حدود تحسين الأداء على ضوء الشكاوى الكثيرة التي تردهم من تلك المناطق، سواء عبر وسائل الإعلام أو الاتصال المباشر بهم.
على كل حال, وإن كان الوقت يمضي لصالح التعود والتآلف مع هذه الظاهرة, فإن الذي اخترع الهاتف ووضعه في خدمة البشرية كان يعرف سلفاً أن لكل جديد بريقين، واحد لتلميع المظاهر.. والآخر يحمل وظيفة أخلاقية اجتماعية خدمية.. تبقى تضيء للإنسان ويضيئها بقيمه من الداخل.
يا أهل الحمية… هل سيأتي يوم نستطيع فيه أن نخاطب ذوينا وأصدقاءنا عبر الهاتف النقال, في مختلف المناطق والمواقع دون الاضطرار للوقوف في زاوية معينة، أو قطع مسافة طويلة، أو الصعود لقمة جبل للفوز بتغطية كاملة وكافية.. نستطيع من خلالها التخاطب مع الآخرين؟!
أم يبقى يصلك بعد كل اتصال ـ الشبكة خارج التغطية ..؟!
فهل نعود بالذاكرة لقصة جحا ـ مترحمين بذلك على أيام الحمام الزاجل؟!
توفيق زعزوع

المزيد...
آخر الأخبار