مازال الأمل بزيادة الرواتب حلماً يعيش بظلاله المواطنون الذين أضناهم الغلاء الفاحش بالمواد التموينية من جهة، والحرب الغاشمة من جهة أخرى، هذه الحرب التي دمرت الشجر والحجر وقبلهم البشر.
أما الرواتب فلا تزال على حالها بنفس القيمة الرقمية المحددة بعد أن انتهت صلاحيتها فلم يبق لها أي مكان في سوق المال، خاصة بعد ارتفاع سعر الدولار الذي بات يشكل قلقاً للمواطنين وخاصة أصحاب الدخل المحدود فقد حلق عالياً ليخفض بذلك قيمة الليرة السورية /عملة البلد/ التي يعتز بها الناس.. عملة الآباء والأجداد.
فكيف يستطيع الناس التغلب على مصاعب الحياة؟ وكيف بإمكانهم متابعة العيش في موجة الغلاء؟
سؤال يطرحه الجميع إلا أن المواطن لم يترك وسيلة إلا واستخدمها ليستطيع متابعة حياته في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها.
استخدمت النساء طريقة إعادة التدوير في الطعام والشراب واللباس وكل شيء أما الرجال فقد قبلوا العمل بأي شيء ليؤمنوا القليل من الأموال الضرورية لمواصلة الحياة.
تغيرت المفاهيم والقيم وتقلص المصروف الشخصي لكل فرد من أفراد العائلة في حين ظهرت بنفس الوقت فئة استفادت من وضع الحرب فانتقلت نقلة نوعية إلى أعلى مراتب الثراء بعد أن ملكت الكثير من الأموال ـ غنى غير مشروع ـ وهؤلاء غالباً بعيدون عن الضمير والأخلاق، مازال المواطنون ينتظرون وقف موجة الغلاء وتحسين قدرتهم الشرائية ومعاقبة كل من تسول له نفسه التلاعب بلقمة عيشهم واستغلالهم ينتظرون محاسبة الفاسدين بكل شغف لتكون الأسعار منطقية وتحقق العدالة للتجار بهوامش ربح صحيحة وأسعار مقبولة للمواطن .
سوزان حميش