وسائل التواصل آنذاك كانت المدرسة التي يصطف أمام لوحة اﻹعلان فيها الطلاب بانتظار نتائجهم ساعات نهار كامل ريثما يأتي مدير المدرسة بورقة سجل عليها أسماء الطلاب الناجحين في الشهادة اﻹعدادية أو الثانوية، حتى الجامعة كانت تعتمد على لوحة اﻹعلان لنشر أسماء الطلاب وعلاماتهم في المواد الدراسية، أما اليوم تغيرت اﻷحوال بكبسة زر الموبايل تفتح على موقع المدرسة أو المديرية أو الوزارة حين يتم اﻹعلان عن النتائج وتحصل على نتيجتك /ناجح/ راسب، لكني لم أحسد الطلاب حقيقة على هذا التطور الذي حدث بين زمننا وزمنهم اﻵن فما إن تم اﻹعلان عن نتائج الثانوية وبسرعة خاطفة تم قطع /الكهرباء والنت معاً /وجلسنا ننتظر واﻷهل المنتظرين يلعنون ويشتمون الكهرباء بينما طالب الثانوية حتى لو كانت ثقته بالنجاح أو التفوق 100/100 سقط حلمه وبدأت المخاوف تراوده وبين انقطاع الكهرباء والنت وعودتهما حضرت كل الذكريات الماضية، كانت تصدر النتائج ويعم الفرح في البيوت وصوت زغاريد اﻷمهات الذي حل مكانه صوت الرصاص وكأن الفرح مرتبط بصوت الرصاص وتحولت نوافذ البيوت إلى نوافذ جبهات فرح بنتائج الثانوية. جارتنا التي رسب ابنها للعام الثالث قالت ابني شاطر ذكي لكنه لم يدرس هذه تبريرات اﻷمهات كي يعيشوا على أمل النجاح في دورة قادمة أما جارنا الذي رسب ابنه للمرة الثالثة أيضاً لم يحتمل هول الحدث في اليوم الثاني رأيته يصطحبه معه إلى العمل وابنه يجر خلفه حلمه المكسور بالنجاح في الثانوية، يفرك عينيه ندماً على ما أعتقد فقد ضاع حلم النجاح وانفتحت أمامه أبواب العمل الذي لا يحبه و الحوار قائم بين الناجح والراسب – الناجح تراه يخطط ماذا سيدرس حقوق، طب، هندسة، معهد الخ – الراسب يقلل من شأن النجاح /الحياة/ليست فقط شهادة ثانوية أو جامعية -الناجح /العلم هو مفتاح الحياة – الراسب/المفاتيح متعددة – الناجح /لا يصلح مع الحياة إلا مفتاح العلم – الراسب /بيوم شغل بقبض قد راتبك بشهر – الناجح :بكتاب أجني ماجنيته خلال عمر . ويستمر الحديث بين طالبين ناجح/راسب وكل منهما لديه قناعاته التي تربى ونشأ عليها . لكن ما يحيرني حتى الآن انقطاع الكهرباء والنت لحظة صدور النتائج حتى أني ترحمت على أيام إعلان نتائج الثانوية في لوحة اﻹعلانات في المدرسة .
نصرة ابراهيم