متنزه القلعة !

قوبل إعادة فتح قلعة حماة للناس برضا شعبي كبير ، وحظي إعادة تأهيلها كمتنزه شعبي إلى سابق عهدها قبيل العام 2011 بترحاب جماهيري واسع، حفلت به مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات نشطاء الفيسبوك ، التي عبَّرت عن شكر المواطنين للجهة التي اتخذت قرار فتح القلعة ، ولمجلس مدينة حماة الذي عمل بسرعة قياسية لإعادة تأهيلها .
فهذا المتنزه الشعبي بعضٌ من ذاكرة أهالي حماة و مناطقها، وجزءٌ جميلٌ من حياتهم أيضاً. بل هو من أهم المتنزهات الشعبية الطبيعية في حماة ، التي كان يجد فيها المواطن كل ما يحتاجه وأسرته من مستلزمات ( السيران الشعبي ) بأرخص الأسعار ، فهو كان مجهزاً بمقاعد خشبية ومناقل للشواء وبمناهل لمياه الشرب ، إضافة لألعاب الأطفال العديدة.
وقد كانت تؤمه في أيام العطل أسرٌ من حماة ، وتفد إليه أسرٌ أخرى من المناطق للتمتع بجماله الطبيعي وهوائه النقي. واليوم يأمل المواطنون أن يعيد مجلس المدينة لهذا المتنزه الجميل بأشجاره الباسقة وخضرته الواسعة ، ألقه السابق المحفوظ بالذاكرة ، من خلال إعادة تأهيله ومده بكل الخدمات الضرورية للسياحة الشعبية المجانية . ففي المدينة متنزهات شعبية كثيرة طرحت للاستثمار ، ولربما آخرها كتف عين اللوزة بالقرب من مدينة الملاهي ، ولم تعد ملاذاً للأسر الفقيرة بل حتى الميسورة ، لما تتقاضاه من أجور وبدل خدمات .
بالطبع من حق مجلس المدينة استثمار موارده الطبيعية ، وتحقيق ريعية جيدة منها لاستخدامها بتحسين الواقع الخدمي ، ولكن من حق المواطن أيضاً أن يجد في مدينته متنزهاً شعبياً مجانياً ، يقصده وأسرته طلباً للراحة والتمتع بجمال الطبيعة للترويح عن النفس ، وليلهو فيه أطفاله بأمان واطمئنان بدلاً من اللهو بالشوارع في أحيائهم ، وغالباً ما تكون محفوفة بالمخاطر.
وإذا كان لا بدَّ من طرحه للاستثمار السياحي ، بغية تحسين الخدمات التي تقدم للناس ، وتحقيق النظافة العامة ، والحفاظ عليه من العبث والاستخدام غير الأمثل لمرافقه وألعابه وغيرها من مستلزمات السياحة الشعبية التي ينبغي توافرها فيه ، فليُلحَظْ بعقود استثماره مراعاةُ أحوال الأسر الفقيرة المادية ، ولتكن الأجور زهيدة ولا تشكل عبئاً على من يقصد هذا المتنزه الشعبي بامتياز .
فهو – كما تعلمون – ليس كتف الشريعة ولا باب النهر ، اللذان تقصم أجور الكافتريات والمقاهي والمطاعم فيهما الظهر ، ظهر الراتب وظهر المواطن !.

محمد أحمد خبازي 

المزيد...
آخر الأخبار