أن يتساقط المطر في تموز ليس غريباً هذا اﻷمر لطالما اعتدت على هذا المشهد من دمشق إلى مصياف ترافقك درجة الحرارة إلى فوق المعدل، في مصياف أنت على يقين أن الطقس معتدل أو ممطر في دمشق، غالباً في أي نشاط أدبي تجد متذوق اﻷدب والمختص في أغلب المراكز الثقافية اﻷخرى دائماً لن ترى سوى المشاركين بالنشاط .عزوف عن الحضور أحد اﻷسباب بالتأكيد مواقع التواصل الاجتماعي الذي ينشر على صفحاته ما /هب ودب/ لكننا اليوم بعد كل هذا الازدحام نرى تلاشي أسماء قدمت نفسها في الساحة اﻷدبية، كأسماء مبدعة لا يغمض لها جفن كلمة، لم أكن بوارد الحديث عن الشأن الثقافي بل الحديث عن مطر تموز الذي يبعث القصيدة مع فيروز وغيم الصباح يظن أغلب من يعرفني كشاعرة من اﻷصدقاء خارج سورية أني أتكلف عناء السفر للمشاركة في نشاط شعري من مصروف بنزين لسيارتي وأشياء أخرى في الحقيقة أبتسم وأحيانا أقهقه بأعلى دهشتي قلت لأحدهم :
هل سمعت بكاتب عربي يركب سيارة، أكثر الأحيان يركض خلف السرفيس حتى يحجز مقعداً له وربما تسقط من يديه حقيبته السوداء الصغيرة التي وضع بها قصصه أو قصائده فيقسم أنه لن يشارك في أي نشاط قادم إن تمت دعوته مرة جديدة لكن هاجس الكتابة الذي يلاحقه يثنيه عن قراره ذاك ويعاود الركض آلاف المرات خلف /السرفيس/ وعرق قصيدته أو قصته ينز من الجبين حتى كعب القصيدة أو حبكة القصة.
-قلت سأتحدث عن مطر تموز لكن كوني لم أخرج بعد من طقس نشاطي الشعري اﻷخير في دمشق الجميل كالعادة بحضور المهتمين باﻷدب طغى على مشهد المطر تساءلت طالما المراكز الثقافية قاعاتها أثناء أي نشاط شبه فارغة لماذا لا يكون هناك ترتيب جديد لعمل المراكز الثقافية كتوزيع المعونات والبطاقة الذكية وتتحول المراكز إلى مراكز على النت ويتم نقل اﻷنشطة مباشر، ليرى الجالسون على الفيس تلك اﻷنشطة فمن المخجل أن يصعد أديب المنبر ولا يجد أمامه سوى عدد من الحضور لا يتجاوز عدد اﻷصابع وأغلبهم أصدقاء الأديب الذي قرأ لهم قصيدته آلاف المرات أثناء سهراتهم فحفظوها عن ظهر صداقة .
إن شاهده المئات على النت هذا يدفع للمشاركة مرة ثانية وعاشرة – مطر تموز غسل مساكب النعناع، كان كالحلم مر سريعاً تاركاً خلفه بعض الحب واﻷمل .
نصرة إبراهيم