أعرف أنها ستكون (صيحة في واد) بمعنى أنها لن تجد من يسمعها، وأعرف أن السبب ليس لأن آذان المعنيين واحدة من طين وأخرى من عجين ، كما يقولون ــ بل لأن هذه الظاهرة الخطيرة ــ ظاهرة خلط مادة البنزين بمواد أخرى مثل النفط والكاز ، باتت فعلاً تصمّ الآذن ــ حتى آذان من يرغبون بسماع الشكوى ،هذه الظاهرة تتجلى يوماً بعد يوم وتتضح أكثر فأكثر مخاطرها وانعكاساتها على مختلف الآليات التي تعمل على البنزين ، ظاهرة تستحق الوقوف عندها والحديث عنها بحسرة وألم .
ــ وفي لغة صريحة يا سادة يا كرام : إن عشرات المواطنين يشكون هذا الأمر ، وعشرات الفنيين الميكانيكيين أكدوا أن الأعطال الكثيرة التي يقومون بإصلاحها في محركات السيارات سببها خلط البنزين بمواد أو بشوائب أخرى مما يؤدي إلى تعطل ما يسمى (البسطون) أو الصباب ، وغيره من أعطال ، تنعكس على الآلية ومحركها والذي يتوقف عن العمل في أية لحظة ، وتتوقف السيارة في طريق السفر ،والهدف تحقيق الربح غير المشروع لصاحب المحطة أو للمتلاعب بالمادة .
وحيال هذا الأمر لا بد من اتخاذ إجراءات صارمة تقطع دابر التخريب والتلاعب ولتكن مصادرة المحطة التي تمارس هذا الغش والتلاعب في الأموال العامة والخاصة .
فهل ستبقى نداءاتنا المتكررة لوقف هذه الظاهرة مجرد صيحة في واد؟ .
توفيق زعزوع