أتفاءل بالعصافير التي تحط صباحاً بالقرب من النافذة على شريط الهاتف كما أني أتفاءل برؤية عباد الشمس، بالمقابل أتشاءم من بعض الحشرات الضارة كالعقارب واﻷفاعي، فبعض الوجوه تشبهها مادياً ومعنوياً سؤال غريب رن في أذني ماذا لو كنت حشرة ؟
أي الحشرات تختارين؟ أول ما خطر ببالي /النحلة/فهي تشبهني إلى حد بعيد في لونها وصوتها لكنني لا أشبهها في الترحال فأنا قليلة الترحال كوني أتعلق بالمكان كثيراً، بالشجرة والحجرة والوردة وحيطان المدى وأنفر من سماء لاتشبه سماء بلادي وحدث أن خلقني الله بين الجبال فتعلقت بها وتعودت تسلقها، فأنا لا أجيد السباحة مثلاً أغرق بكأس ماء بالمقابل أجيد تسلق الجبال فاﻹنسان ابن بيئته، أول ما فتحت عيني على الحياة طالعتني مشاهد الطبيعة تلك خزنتها في رأسي صوراً لا تكفيها معارض الدنيا .
حين ارتكبت فعل الكتابة في الحقيقة سرقت الكثير من تلك الصور، وظفتها في القصيدة فأكسبتها بعض الحيوية وزينت المعنى . -القصيدة هذه الشقية التي تلاحقني أينما حللت ماذا لو أني لا أكتبها ؟سؤال آخر طرحته على نفسي ماذا ياترى كنت فاعلة بالوقت ؟ حقيقة كلما كتبت قصيدة بعد أيام أنظر إليها عن بعد ، بعد أيام لا أستسيغها فأدعها وشأنها كانت أقل مما أريد ولو خيرت اليوم في جميع ما كتبته لتخليت عن الكثير واخترت القليل من قصائد للأرشيف ورميت الباقي .
فعلت ذلك مرة رميت بعضها لكن ما إن دنت منها بعض الحشرات الضارة حتى انبرى قلبي وقلمي يدافع عنها حتى استرديتها بكامل ضعفها .
لهذا قررت ألا أتخلى عن واحدة منها فأنا أتفاءل بالعصافير التي تحط على شريط الهاتف وعباد الشمس الذي يعشق الضوء.
نصرة ابراهيم