يؤكد العديد من أبنائنا طلاب الشهادتين الثانوية العامة والتعليم الأساسي ، الذين نجحوا بدورة هذا العام وبتفوق تفوقاً مبهراً ، أنهم لم يتلقوا أي درس خصوصي ، ولم يلتحقوا بأي مجموعات منزلية أو دورات بمعاهد خاصة ، ولم يكبدوا أسرهم مبالغ لا طائل لها ، على العكس تماماً من الطلاب الذين هرعوا إلى الدروس الخصوصية وأنهكوا أسرهم بقيمتها خلال العام الدراسي بطوله وعرضه ، ما دفع بالعديد منهم للاقتراض من المصارف العامة كي يسددوا التزاماتهم المالية للمدرسين الخصوصيين !.
ويتحدث العديد من أولئك الطلاب بفرح غامر عن تفاعلهم الخلاق مع مدرسيهم بالمدارس الحكومية التي كانوا يدرسون فيها ، وعن متابعتهم المنهاج الدراسي كل يوم بيومه ، وعن إخلاص مدرسيهم بإعطاء الدروس بالقاعات الصفية لا بالغرف المنزلية ، وعن تلبيتهم السريعة لأي استجابة كان ينشدها الطلاب لتعزيز فهمه للدروس والمنهاج بشكل عام .
وهو ما جعلهم ينجحون ويتفوقون ويحققون مراتب عالية في سلم النجاح الذي ارتقوه بالمتابعة والمثابرة والاجتهاد الحقيقي ، بالاعتماد على مدرسيهم بمدارسهم العامة وعلى ذواتهم اعتماداً كلياً ، بعيداً عن الملخصات والقصاصات الورقية وما شابه .
نوردُ هذه المقدمة الطويلة نسبياً التي استقيناها من أفواه الطلاب المتفوقين ، لنقول: ليس بالدروس الخصوصية ينجح طلابنا ، وليس بـ ( المباهاة المجتمعية ) يحققون التفوق ، وليس بالغش والخداع يحصِّلون المراتب العلمية العليا ، وإنما بالعزيمة والإصرار على التفوق .
قد يقول قائل : هذا الكلام مبالغ به كالعادة ، فبعض المدرسين يستغلون الطلاب بالمدارس ويوجهونهم نحو الدروس الخصوصية وإلاَّ فدرجاتهم لن تكون جيدة بمحصلة العام ، والعديد من الطلاب بحاجة للدروس الخصوصية ، فهم ليسوا سواسية بالملكات الفكرية والقدرات العقلية !!.
ونحن نقول : بالتأكيد كل هذا صحيح ، ولكنه جزء من الواقع وليس كله ، وبعضٌ من المشهد العام وليس جميعه ، ولكن الدروس الخصوصية ليست السبب الرئيسي بتفوق طلابنا المتفوقين .
محمد أحمد خبازي