قالت الأجداد : (إذا أردت أن تزرع لعام واحد فازرع قمحاً ).
(وإذا أردت أن تزرع لعشرة أعوام فازرع زيتوناً ).
(أما إذا أردت أن تزرع لمئة عام فازرع إنساناً ).
ربما لا يهتم بعضهم بموضوع الزراعة لعام واحد، أو لعشرة أعوام ، بحجة أن ذلك من مهام مديرية الزراعة التي مازالت تغمض عينيها عن وجود الأعشاب الكثيفة اليابسة الموجودة في معظم الحدائق ، وبجانب الأرصفة، ومعظم منصفات الطرق ، خاصة في مداخل المدينة الشرقية والغربية والتي تنذر بلاشك بوقوع حرائق محتملة لا تحمد عقباها نتيجة أعقاب السجائر التي يرميها سائقو السيارات العابرة ، أما الزراعة لمئة عام فهي وبشكل قطعي تهم الجميع وعلى الأخص مديرية التربية التي يبدو أنها لم تمعن النظر لما قاله الأجداد الذين زرعوا لمئات السنين ، خاصة عند اختيار مدراء المدارس بكافة مراحلها .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل قامت مديرية التربية بمراقبة وتقييم عمل مدراء المدارس والموجهين الاختصاصيين استناداً إلى نسبة نجاح أو رسوب أو تفوق طلابهم في الشهادتين الإعدادية والثانوية ..
لأنه من غير المقبول أن تقف مديرية التربية مكتوفة الأيدي حيال إدارات المدارس التي لم تتجاوز نسبة النجاح فيها الـ 20% في المرحلة الإعدادية أو في المرحلة الثانوية دون أن يكون لها دور في تحسين مستوى أداء إدارة هذه المدرسة …
بعض المدرسين نسب سبب تدني نسبة النجاح إلى الوضع الراهن ونزوح الأسر إلى عدة مناطق الذي اضطر أبناؤها أيضاً إلى التنقل لعدة مدارس في عام واحد ..
وبعضهم الآخر قال إن رداءة خط الطالب وعدم وضوحه تضيع درجات كتابته في الامتحان ..
وآخرون نسبوا ذلك إلى عدم اهتمام الأهل في البيت بابنهم الذي يضيع وقته ويتشتت ذهنه بين المدرسة والدروس الخصوصية التي يتلقاها في منازل مدرّسي بعض المواد والتي انتشرت بكثرة دون وجود ضابط لهذه الظاهرة التي تنعكس سلباً على مستوى تحصيل الطالب وحالة أهله المادية بسبب الأسعار المرتفعة جداً لهذه الدروس ..
هذا الأمر أيضاً يدعونا إلى الحديث عن ضرورة قيام مديرية التربية بمكافأة إدارات المدارس التي تميز طلابها وتفوقوا ونجحوا بنسب عالية ليكون ذلك حافزاً لغيرهم الذين ما زالوا يتبعون الطرق التقليدية ( السلبية) في إدارة شؤون مدارسهم تعليمياً وتربوياً ..
فإلى متى …؟؟!
مالك الحاج احمد