من المضحك والمبكي في آنٍ واحد ، أن يتحفنا حاكم مصرف سورية المركزي بين الفينة والأخرى ، وكلما ارتفع سعر صرف الدولار ارتفاعاً غير طبيعي، بتصريح عجيب غريب مفاده أن هذا الارتفاع الطارئ ( وهمي ) !!
وهو رجل الاقتصاد العارف ببواطن الأمور والخبير بأحوال العملات الأجنبية وأسباب صعود قيمتها أو هبوطها.
نقول من المضحك ، لأنه فعلاً مضحكٌ هذا الاستخفاف بعقولنا ، ووصف ارتفاع سعر صرف الدولار هذا الارتفاع الجنوني بـ ( الوهمي ) في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار معظم المواد الغذائية والاستهلاكية والمنظفات واللحوم الحمراء والبيضاء وحتى الخيار البلدي في أسواقنا المحلية !.
ونقول من المبكي ، لأنه فعلاً مبكٍ هذا التبرير لتراجع العملة الوطنية أمام جنون الدولار ، وانعكاس ذلك على حياة المواطنين المعيشية ، وعدم اتخاذ إجراءات سريعة لتثبيت سعر صرف الدولار عند عتبة لا تتأزم فيها أحوال الناس اليومية أكثر مما هي متأزِّمة !.
لقد تجاوز ارتفاع الدولار سقف ال 600 ليرة في سوق حماة السوداء ، وازدادت بذلك أعباء المواطن المعيشية مع ازدياد قيمة ما يحتاجه من مستلزمات يومية لأسرته ، إذ رفع التجار والباعة أسعار موادهم بنسبة 15 – 20 بالمئة ، مبررين ذلك بربط مستورداتهم بتحرك سعر صرف الدولار يومياً وعدم ثباته عند حد معين ، علماً أن المصرف المركزي يموِّل تلك المستوردات بالسعر الرسمي أي ب 438 ليرة !! .
وارتفعت قيمة الفاتورة الشهرية للمواطن الموظف من 325 ألف ليرة بالشهر حسب الإنفاق التقديري للمكتب المركزي للإحصاء لشهر آب ولأسرة مؤلفة من 5 أشخاص إلى 375 ألف هذا إذا أراد أن يعيش وأسرته بالكفاف ، بينما متوسط راتبه لا يتجاوز الـ 40 ألفاً !.
وبعد كل هذا يأتي حاكم مصرف سورية المركزي ويقول لنا : ارتفاع الدولار وهمي.
ونحن نقول له ولغيره من المسؤولين الاقتصاديين الذين يستخفون بعقولنا : لا ياسادة ارتفاع الدولار ليس وهمياً بل هو حقيقيٌّ ، وحقيقيٌّ جداً ، وهاهي الأسواق المحلية خير دليل ، وهاهي معاناة الناس الشديدة في توفير لقمة عيشهم تقدم برهاناً ساطعاً على ذلك لمن يودُّ أن يعرف ويتأكد
* محمد أحمد خبازي