سابقاً لم تكن الأعياد تمر بدون عيديات كثيرة توزع للأبناء ، فالعيدية هي الهبة التي يمنحها الأهل والأقارب للأبناء في العيد وهي عادة قديمة تضفي فرحاً على العيد و تعد من أهم مظاهره.
امتدت هذه العادة على مدى قرون ولم تفقد بريقها حتى اليوم، قد تكون عطراً أو أزهاراً أو قطعة ذهب أو ملابس أو ألعاباً أو تترجم بمبلغ مالي يعوض كل ذلك.
اليوم ضمن أجواء الحرب القاسية التي نعيشها في سورية لم يبق للهدية أي معنى أو وجود باتت ذكرى عند الكثير من العائلات و ذلك بسبب تردي الوضع الاقتصادي و انعكاسه سلبياً على موضوع الهدية أو العيدية.
يقول أحدهم : أعطاني عمي ألف ليرة عيدية فأخذها أبي وأعطاني خمسمائة وقام بتوزيع ما تبقى على أبناء عمي، فهل هذه هدية أم غسيل أموال؟.
مع كل هذا و ذاك ما زال للهدية دور في العلاقة بين الزوجين فكثير من الزوجات لاتقبل بمرور العيد دون هدية يقدمها لها زوجها مهما كان وضعه الاقتصادي سيئاً وحتى لو كانت تعمل.
الأهم من كل هذا و ذاك هدية الأبناء للأهل المسنين التي تعكس أهمية صلة الرحم و مدى العطف و المحبة والود في المجتمع . وفي بعض العائلات يقوم الإخوة الكبار خاصة إذا كانوا عاملين بتقديم هدايا لإخوتهم الصغار ، فينتظر هولاء الأبناء نهاية العيد لإحصاء غنى مهم و التباهي بمن جمع أكثرّ.
أخيراً أقول: قد تكون الهدية ثمينة لكن يبقى للنقد المادي سحره الخاص.
سوزان حميش