عقب كل مؤتمر سنوي أو عام لاتحادنا – اتحاد الكتاب العرب – أو فعالية من مقام ملتقى قصيدة النثر الذي أقامته مؤخرا جمعية الشعر باتحادنا بالتعاون مع مديرية الثقافة في طرطوس ونقابة المهندسين، وما يرافق كل هذا من لقاءات لنا كأدباء من مختلف محافظات سوريتنا النور تزداد قناعتي وإيماني المطلق بأن أهم ما نحتاجه ويجب العمل على تعزيزه هو الحوار وثقافة الحوار ..فكم علينا أن نتدرب على قبول بعضنا بعضا حتى نصبح بحالة صحية ما، تسمح لنا بتقبل الآخر.
بداية لن أتحدث هنا عن حيثيات الندوة والقراءات الشعرية التي تمت وغير ذلك ولكن كل ما يمكن أو يجب أن أقوله وأدعو إليه هو ضرورة العمل على تعزيز فعاليات كهذه، لما لها من نتائج هامة وعلى غير صعيد سيما الحوارات الراقية والجميلة التي يتم فتحها والخوض فيها ونحن كسوريين في أمس الحاجة لحوارات تليق بالمرحلة ..بنا .. بسنابل قمحنا وصباحات أمهات ثكالى وأطفال يتطلعون إلى فضاءات مليئة بالعصافير، بالأقمار.
فعاليات كهذه تفتح آفاق حرية الرأي وحيويتها ونتدرب من خلالها على تقبل آراء بعضنا بعضاً تقبل النقد وطرح أسئلة النقد والفكر والثقافة التي هي في المحصلة أسئلة وطن معافى ولنا من تجارب هامة أثبتت جدواها ونضجها وأتت أكلها، كتلك اللقاءات الواسعة والكبيرة التي تحدث على هامش مؤتمرنا السنوي أو العام أو ما كان في مطلع هذا العام في مدينة حلب وبمناسبة الذكرى الثانية لتحريرها من رجس الإرهاب، حين أقام اتحادنا تلك الفعالية والتي جاءت تحت عنوان (مهرجان الثقافة ..مهرجان الحياة) حينها شارك فيها أكثر من ستين شاعراً وناقداً من مختلف محافظات سوريتنا ..أو تلك المهرجانات الشعرية التي تحدث في كل من السويداء وحماة ..الخ
وما أود قوله وباختصار هنا :
إنه من الضروري والواجب لا بل والحاجة أيضا إلى عقد لقاءات بيننا نحن كأدباء سورية من مختلف مدننا وقرانا وفتح ما استطعنا من آفاق حوار بنّاء يضيف لنا رؤية أكثر وضوحاً وشمولية لعلّنا ننجح في تبديد تلك البقع السوداء والحمراء التي علت وجوهنا وقلوبنا.
وهذا ما كنا ومازلنا وسنبقى نطالب به كالعمل على عقد ورشات عمل مفتوحة ومستمرة بين الفعاليات الثقافية والأهلية والمدنية ورشات عمل تضم قامات أدبية وفكرية وفنية تكون قادرة على قراءة الواقع قراءة حقيقية منطلقة من هدف واحد وشعار واحد ألا وهو بناء سورية بشكل يليق بتلك الدماء الزكية التي أريقت على ثراها فنبتت حدائق وقصائد وموسيقا ومطر ..
وبالعودة إلى ملتقى قصيدة النثر فيمكن أن أقول وباقتضاب إنه عكس صورة حقيقية عن حال (قصيدة النثر) وما أصابها من ترهل وتشوه ووهن على أيدي الكثيرين ممن تطاولوا عليها ولكن في المقابل ثمة تجارب جميلة وناضجة قدمت ما هو جميل
ختاماً: ما يمكن قوله هنا إن ثمة تجربتين شعريتين من محافظتنا – حماة – شاركتا في ذاك الملتقى هما أيمن رزوق – ونصرة إبراهيم ولن أكون محابياً إن قلت: إن ما قدماه من نصوص هو من أجمل ما قدم على الإطلاق .
عباس حيروقة