الحديث عن العيد والاستعداد له ، وتوفير مستلزماته ، ومشاركة الأهل والأقرباء والأصحاب أفراحه ، يشبه الغناء في مقبرة ، أو بأرض خاوية ، لا عرق أخضر فيها ولا طير يطير ولا وحش يسير كما هو متعارف بالمتداول الشعبي !.
فأحوالنا ليست على ما يرام مادياً ، ومادامت ( الجيبة ) فارغة ، كل عيد بائس وكل نشاط مجتمعي كئيب ، فضيق ذات اليد يجعلك كمواطن تنكفئ على نفسك وتمتنع عن مخالطة الناس حتى لو كانوا أهلك ، وإذا طرق أحد باب بيتك لن تفتح رغم شوقك له ، ورغم محبتك للفرح بالعيد أو غيره ، فالفقر أشد الشرور فتكاً بالروح ، وأخطر المنعكسات السلبية المجتمعية على الفرد والمجتمع .
ولكن ، وبما أننا محكومون بالأمل على قولة الراحل الكبير سعد الله ونوس ، وبما أننا بأجواء العيد ، لا بدَّ أن ندعو للفرح من منطلق مواساة النفس وتعليلها بالأمل على أقل تقدير ، لتظل محافظة على استقرارها النسبي في أتون هذه العواصف الاقتصادية التي عصفت وتعصف بها .
وبهذه المناسبة المباركة ، نقول : عيدكم مبارك أيها المواطنون الكرام الذين لا يعرف غير الله جلت قدرته كيف تتدبرون أموركم الحياتية وتنفقون على مستلزماتكم المعيشية الضرورية ، في ظل هذا الغلاء الفاحش الضارب أطنابه بكل ما نحتاجه من مأكل وملبس ومشرب !.
ونقول : عيدكم مبارك يا بواسل جيشنا العربي السوري الأبطال ، الذين تسطرون كل يوم فتحاً جديداً بالانتصار على الإرهاب والإرهابيين في أرياف محافظتنا ، وتواجهون أعتى هجمة وحشية بكل بسالة ليظل هذا الوطن عزيزاً .
ونقول : عيدكم مبارك يا ذوي وأسر شهدائنا أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ، رغم مرارة الفقد وجراحاته ، فعطاؤكم هو العطاء الأكبر وصبركم هو الصبر العظيم ، ومنكم يستمد وطننا هذا الشموخ .
ونقول : عيدكم مبارك يا أصحاب الأيدي المنتجة يا من تعملون بكل إخلاص وشرف خلال عطلة العيد وفي كل أيام السنة ، وتبذلون كل جهد لخدمة المواطنين ، فبكم وبأمثالكم تحلو الحياة .
* محمد أحمد خبازي