تشير إحصاءات فرع المرور إلى وقوع ٢٩٩ حادثاً مرورياً في حماة منذ بداية العام وحتى قبيل العيد أدت إلى وفاة ٢٠ شخصاً وجرح 209 آخرين. وإلى أن عدد المخالفات المرورية خلال الفترة المذكورة ٢٤٨٣٤ مخالفة ، ما يدل على أن الثقافة المروية لدى الأغلبية العظمى من أصحاب الآليات ومستخدمي الطريق شبه معدومة !. وما نراه يومياً من حالات تجاوز قانون المرور ضمن المدينة ، والسرعة الزائدة والقيادة الرعناء على الطرق العامة وخصوصاً طريق حماة سلمية ، يعزز تلك القناعة أو ذلك المفهوم عن انعدام الثقافة المرورية لدى تلك الأغلبية !. فالجميع يعتقدون أن الطريق ملكهم ، وأن أفضلية المرور لهم وحدهم ، وبشكل خاص عند التقاطعات على دواري الركبي والأعلاف ، أو طريق الصابونية نحو الكليات الجامعية.
وبغض النظر عن التحدث بالهاتف الجوال أثناء القيادة في منطقة مزدحمة كساحة العاصي التي تشهد كثافة مرورية عالية ، ترى العديد من السائقين يقفون على ممرات المشاة ، وغيرهم يسدون (رمبات) الأرصفة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة أو العجائز عندما يركنون سياراتهم بالعرض !. وبدلاً من أن يساعد السائقون بعضهم بعضاً بإتاحة الفرصة لمن يخرج بسيارته من المواقف المأجورة بشارع أبي الفداء على سبيل المثال لا الحصر بهدوء وسلامة ، ترى العديد منهم يضيِّقون عليه ويسمعونه شتائم وكلمات نابية تدل على عنجهية مقيتة ونفس مأزومة ، ليس من صفاتها التروي ومساعدة الآخرين . وأما على الطرقات العامة ، فالواقع أكثر فظاظةً واستفزازاً للأعصاب ، فهي دائماً وأبداً ملك لباصات شركات النقل التي تكاد تطير من سرعتها الزائدة ، والتي لا يعني سائقيها عند تجاوزهم وسائط نقل أمامهم ، إن كانت قيادتهم الرعناء تلك قد تضايق الآليات القادمة من الاتجاه المعاكس وترغم سائقيها على النزول إلى (البانكيت) أو التسبب بهلع لركاب السرافيس بالمناطق التي يضيق فيها البانكيت أو ينعدم وجوده إلاّ فيما ندر ، وخصوصاً على طريق حماة سلمية ، وعند التحويلة ، وبعد مفرق الكافات الذي وقعت عليه عدة حوادث مرورية مؤسفة هذا العام أودت بحياة أشخاص كثر . وباعتقادنا لم تعد قيادة السيارة في أيامنا هذه (فناً وذوقاً وأخلاقاً) لدى العديد من مالكيها أو العاملين عليها !. فأين ذلك الشعار البراق، بل أين الثقافة المرورية في سلوك من يصرُّ على أنه السائق الوحيد الفهيم بالدنيا كلها، وأن الطريق ملكه وحده ، وأن القيادة بسرعة زائدة جرأة وليس تهوراً، وأن مضايقة الآخرين رجولة وليست حماقة ؟!.
محمد أحمد خبازي