بقيت جميع التدابير التي اعلنتها الحكومة لحماية الاحراج والغابات من القطع الجائر والحرق عمداً والتعدي على الاراضي الحراجية حبراً على الورق فلا يكاد يطفئ حريق حتى يشتعل الآخر…. حماية الاحراج كانت مسؤلية المواطن السوري الفقير الذي يقطن في تلك الجبال الموحشة فقد كان يقلمها ويقطع اليابس والتالف منها فهو يعتبرها ملكً له ولكن بعد صدور قانون الاحراج في بداية الخمسينيات بحجة حماية الثروة الوطنية من الغابات ومنع قطع الأشجار، اصبح ذلك المواطن نفسه يسترق اللحظة ليقوم بقطع الشجرة كلها خوفاً من رؤية الحراس له ليتمكن من تدفئة إسرته من البرد الشديد لانها لم تعد ملكه ولا تعني له شيء…ً. كثرت التعديات الحراجية خلال فترة الازمة بشكل كبير وخاصةً عمليات الحرق والقطع الجائر وكسر الاراضي الحراجية والاعتداء عليها بحيث اصبح حراس المواقع وعناصر الضابطة الحراجية هم أمراء الازمة، فقد أثرى قسم كبير منهم من خلال بيع الاراضي الحراجية والاتجار بها، وذلك بسبب الاجرائات التي تتخذ بحق المعتدين على الاراضي الحراجية والذي لا يتعدى تنظيم ضبط حراجي وتقديمه للقضاء المختص.
حيدر أحمد