لا نعلم عنهم أيّ شيء سوى أنّهم عباقرة أثّروا علينا جميعاً وغيّروا الكثير من أنماط حياتنا، لا بل غيّروا أيضاً العديد من مسالك العلم والمفاهيم المتداولة بين النّاس والّتي كان من المستحيل تغيير مقود حركتها أو خطّ سيرها.
خلل جيني في المخّ يجعلهم مرضى بما يسمّى ( التّوحّد ) وهو مرض يصعب معرفته وتشخيصه لصعوبة تحديد أيّة أعراض له بسبب ذكاء المريض الحادّ القادر على إخفائها.. باستثناء عارض واحد وهو التّركيز في عمل واحد تركيزاً مكثّفاً أقوى وبعدّة أضعاف من تركيز الشّخص العادي لنفس العمل فينفصل كلّيّاً عن العالم الخارجيّ عندما يكون بحالة التّركيز هذه، وهنا نجد طريقة التّحليل والتّركيب قد اختلفت.. وأنجبت عبقريّاً.
أسماء كبيرة جدّاً استغربتها كما ستستغربها أنت عزيزي القارئ هي مريضة توحّد ولا تزال تعانيه حتّى الآن:
المريض دانيال تامت: قادر على التّحدّث بإحدى عشرة لغة مختلفة، كما يستطيع إجراء عمليّات حسابيّة أسرع من الآلة الحاسبة بكثير، إضافة إلى تذكّره للآلاف من أرقام الهواتف، ويخبرك بيوم الأسبوع الّذي ولدت فيه بمجرّد أن تذكر له تاريخ ميلادك.. يعد دانيال تامت واحد من خمسين عبقريّاً في العالم يتمتّع بمثل هذا الذّكاء الخارق للعادة.. هو مريض توحّد.
المريضة مناهل ثابت: كانت في عمر الخامسة صامتة ولقّبت بالبكماء، تخرّجت من الثّانويّة في الرّابعة عشرة ودخلت جامعة الاقتصاد في الخامسة عشرة، حصلت على الدّكتوراه في العشرين ثمّ درست رياضيّات الكمّ وحصلت فيها على الدّكتوراه الثّانية وهي في عمر الثّامنة والعشرين.. الدّكتورة اليمنيّة مناهل ثابت هي مريضة توحّد.
المريض بيل غيتس: مؤسّس شركة مايكروسوفت وإمبراطور الكمبيوتر لا يزال حتّى هذه الّلحظة يعاني من مرض التّوحّد وقد عرف خلال طفولته وشبابه بغرابة الأطوار والخوف من الأشياء الصّغيرة وكان يشغل نفسه بأشياء لا جدوى منها كحساب عدد دقّات قلبه طوال حياته.. أيعقل؟!!
والقائمة بالأسماء العظيمة تطول وتطول….
عزيزي القارئ.. إن كنت تعرف مريضاً بالتّوحّد اعتنِ باهتماماته.. لأنّك ستساهم بدخول عبقريٍّ إلى التّاريخ..
كنانة ونّوس