شهر الميم

مع محبتنا لكل الأحرف العربية التي نكنّ لها جل الاحترام والتقدير ، ومع كل جمالية لغتنا العربية التي أنتجت إبداعات بشرية من الشعر والنثر والقصة وغيرها من الفنون ، لكن يبقى لحرف الميم في هذا الشهر بالذات خصوصية وحساسية لدى المواطن السوري، والمأساة التي ترمي حملها الثقيل على كاهله هي أن سمة هذا الشهر تجتمع فيه ثلاثة أعباء لا يمكن الاستغناء عن أية واحدة منها ، وجميعها تبدأ بحرف الميم. نبدأ بالميم الأولى والتي هي مؤونة الشتاء ومافيها من مشتريات وصرفيات حيث لا يمكن الاستغناء عنها في هذا الشهر حيث جميع الخضار تنضج فيه منها ما يحتاج لأشعة الشمس في هذا الشهر، ومنها ما يكون موسمه قصيراً ولايوجد في وقت آخر ، أما المؤونة الأكثر شهرة فهي المكدوس والتي بالفعل تحتاج لميزانية خاصة قد لا يتمكن الكثير من المواطنين أن يوفره ، وقد تطرح الحكومة قرضاً خاصاً به على غرار القرض الذي طرحته السورية للتجارة، والذي يبدأ بالميم الثانية مدارس وما أدراك ما تحتاجه المدارس وما ينتظر الأهالي من حمل ثقيل ، فالأسعار كاوية وكل طالب قد يكلف عائلته ما يقارب الـ ٢٠ ألفاً ، مابين لباس مدرسي وقرطاسية وكتب وأحذية ، ومن هنا نعلم أن وجود ٣ طلاب إعدادية أو ثانوية في عائلة واحدة يحتاج لراتب شهرين إذا ما اعتبرنا راتب الموظف ما بين ٣٠ – ٣٥ ألف ليرة سورية ، ورغم ما قدمته الجهات الحكومية فيما اسمته قرض المستلزمات المدرسية والذي وصل إلى ٥٠ ألفاً إلا أن تسديده أيضاً يشكل عبئاً على المواطن الذي لابد أن يستعد لموسم الشتاء بالميم الثالثة المازوت والتدفئة وأيضاً هو عبء آخر لا يمكن لراتب لايتعدى الـ ٤٠ ألفاً أن يحمل كل هذه الميمات ، هذا وطبعاً تناسينا عمداً ذكر موسم عيد الأضحى حيث قضت بالضربة القاضية على آخر أحلام المواطن .
بالمختصر لا يمكن أن يكون مايتقاضاه الموظف وما يعيشه المواطن قادراً على جعله يقضي بقية هذا الشهر بخير ، وإن (نفد) منه فستبقى آثاره المادية واضحة على بقية العام . ازدهار صقور

المزيد...
آخر الأخبار