تصلنا أخبار أبنائنا السوريين الذين اضطرتهم ظروف الحرب في المناطق الساخنة للهجرة إلى بلاد مجاورة وغير مجاورة .. بلاد رحبت بهم .. وبلاد أخرى وجدت نفسها مضطرة لاستقبالهم وإن لم تكن راغبة .
أخبار تليق بهم كسوريين.. لأنهم سوريون أصلاء لم يستسلموا لحالة اللجوء ويتكلوا على ما يقدم لهم من معونات بل فتشوا عن أعمال تناسبهم ، وقدم الكثير منهم إبداعات حازوا بها على جوائز وعوائد مادية .
وصارت المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الإجتماعي تنقل لنا أخبارهم المفرحة تلك .
ورغم أن بعض الدول المجاورة حاربتهم وضيقت عليهم الخناق ، وبعضها طالب بإعادتهم ، وعدم منحهم فرص عمل ، ولكنهم واجهوا كل ذلك بصبر وأناة ، أملاً في أن تتحسن ظروفهم ، ويعودوا إلى وطنهم الأم بعد أن قويت شوكتهم من جديد كي يبنوا حياة جديدة في مناطق تحررت من الإرهاب .
فظهر الطبيب البارع والمخترع الشاب والموسيقي والمسرحي والطالب المتفوق بلغات أخرى و .. و .. ، وظهرت مطاعم سورية تهافت الأوربيون وغيرهم على تذوق طعام أعجبهم كثيراً . واستغنى أكثرهم عن فتات منحوه لهم ، بعد أن تحسن دخلهم .. وصاروا يشكلون قيمة مضافة للدخل الوطني في تلك البلاد يسددون ماعليهم من ضرائب كمواطني تلك البلدان .
وتابع الكثير منهم الدراسة في جامعاتهم بعد أن أتقنوا لغاتهم ، ونشأت الكثير من علاقات الصداقة مع سكان مدن سكنوها ، وعرف الكثير من سكان تلك المدن أن السوريين شعب متحضر وليس كما صورته وسائل إعلام معادية ، وعرف الكثير من أولئك أن مايحدث في سورية هو بفعل عصابات إرهابية .. حقائق كثيرة تكشفت فأحب أولئك الناس السوريين ، وترد عبر وسائل التواصل الإجتماعي صور مفرحة لتلك العلاقات المتميزة التي نشأت بين الطرفين .
وإذا وردت أخبار بعض مضايقات في دول مجاورة ، فذاك بفعل من تعاون مع إرهابيين أساؤوا للوطن وأهله . وفيها من الغيرة من نجاح السوريين بأعمالهم وعلاقاتهم .
ذاك هو السوري أنى توجه ، هو يجد ويقدم قصارى جهده كي يثبت لأولئك الغرباء أنه ليس بالصورة التي رسمها من خطط واعتدى على أرضه وأهله.
وهو إن سألته يقول لك : سأعود متى تيسر الحال ، سأعود إلى وطني سورية ، كي أبدأ من جديد ، سورية هي أجمل بقاع الأرض ، ومهما تغربت وامتدت غربتي سأعود ، تحرجه بأنه ناجح ودخله جيد حيث يقيم ، يعود فيعلن: كل ذلك لن يعوضني عن سورية .. سورية الحبيبة بكل مافيها.
محمد عزوز