الآن، وبعد تحرير جيشنا الباسل ريفنا الشمالي من براثن الإرهابيين ، أمسى إسعاف القرى والبلدات التي حررها الجيش بالخدمات الأولية ضرورة قصوى ، لتمكين أهاليها الراغبين بالعودة السريعة إليها ، وإعادة تأهيل منازلهم. ونحن هنا لا نتحدث عن خطط وبرامج إعادة الإعمار الحكومية ، التي تحتاج إلى كشوفات حسية على القرى والبلدات التي دمرها الإرهابيون ، لتقدير حجم أضرارها وكلف إعادة تأهيلها وفق برامج زمنية ومادية ، ليُصار إلى تخصيص اعتمادات لها وتنفيذها على مراحل.
وإنما نتحدث عن الحدود الدنيا من خدمات البنية التحتية ، التي خربها الإرهابيون عامدين معتمدين خلال مكوثهم بتلك القرى والبلدات وقبيل اندحارهم عنها ، لتمكين أهاليها من العودة السريعة إليها.
نحن نعرف أن بعض المؤسسات الخدمية، هرعت ومنذ الأيام الأولى لتحرير ريف حماة الشمالي ، بآلياتها ومعداتها لترميم الطريق الدولي حماة حلب حتى خان شيخون ، وبعض الطرقات هنا وهناك.
ونحن نعي أن مؤسساتنا الخدمية لن تدخر جهداً إلاّ وستبذله في تقديم كل ما من شأنه تسريع عودة الأهالي إلى قراهم ، وأنها تملك من الإمكانات المتاحة ما يجعلها قادرة على إعادة تأهيل شبكات البنى التحتية وتوفير الخدمات الضرورية للأهالي. ولكننا ندعو إلى تكثيف الجهود وتسخير كل الطاقات ، لتمكين الأهالي الراغبين بالعودة إلى منازلهم سريعاً ، لإعادة تأهيلها رغم الدمار الكبير الذي أصابها على أيدي شذاذ الآفاق والإرهابيين المحليين والوافدين ، وخصوصاً أهالي مورك الذين يملكون من القدرات المالية ما يعيد منازلهم كسابق عهدها .
وباعتقادنا ، تقديم الخدمات السريعة للأهالي وتمكينهم من قراهم في ريفنا الشمالي المحرر بقبضة جيشنا الباسل ، هو انتصار آخر على الإرهاب والإرهابيين ومشغليهم وداعميهم . فتلصب كل الطاقات هناك ، ولتركز كل الجهود على ريفنا الشمالي المحرر ، ليكون الانتصار على محور الإرهاب انتصارين.
* محمد أحمد خبازي