ثقافة الاعتراف بالآخر

يعتقد بعضهم إن كل آخر لا يسير في سكة تفكيرهم هو من لون آخر لاينسجم معهم فهذا الاعتقاد يفتقد إلى ثقافة الاعتراف بالآخر فمن يقرأ مقالتي هذه لا يتعب نفسه في التفتيش بين سطورها عما أقصد لأنها واضحة لا أقصد شخصاً بعينه إنما أقصد اصطلاحاً عاماً من الضروري تجسيده في سلوكنا وتعاملنا وحوارنا ومناقشاتنا مع الآخرين، مهما يكن من أمر فمن يطمح إلى الرقي لا بد قبل كل شيئ معرفة الآخر كيف يفكر؟ ماهي اهتماماته؟ مما يشكو؟ ماهي متطلباته؟ ماذا يريد؟ ماهو مستوى تفكيره وثقافته؟ وقبل التواصل مع الآخر لابد من التسلح بثقافة الاعتراف به واحترام رأيه منطلقاً من سعة الصدر والصبر والحجة والبرهان على صحة رأيه دون تعصب أو انحياز أو الاعتماد على أفكار مسبقة الصنع ومن أولى عوامل الاعتراف بالآخر هو التأكيد على الرأي الصحيح ونقد الرأي الخطأ لتقديم الأدلة للوصول إلى نقطة تمثل القاسم المشترك بين الرأيين، فعندما يقول الآخر رأياً لا ننسفه كلياً إن كان هناك مايستحق الاعتراف بصحته نضعه في ميزان الموضوعية والعلم ثم نحترم كل الجوانب الإيجابية في رأيه بعيداً عن التعصب الأيديولوجي أو الشخصنة. إن احترام الرأي الآخر هو الخطوة الأولى من التوافق والانسجام الذي يؤدي إلى بناء الثقة التي يجب أن تتعزز في حب الوطن الذي هو للجميع وخيره للجميع والدفاع عنه واجب الجميع والإسهام في بنائه وتقدمه مهمة الجميع، صدق الشاعر عندما قال:
ياوطني إن سرك الدهر يوماً سرني
وإن أذاك بالمزعجات أذاني.

أحمد ذويب الأحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار