الذي يسرق عقلك

لا أظن أحداً ينكر دور الإعلام في نقل الأخبار أياً كان نوعها ، وأهمية هذا الدور في وقتنا الراهن، والكل يعلم أن العالم بات قرية صغيرة بفضل وسائل التواصل عبر الشبكة العنكبوتية والقنوات الفضائية ، فالحدث الذي يحدث في منطقة ما سرعان ما ينقل عبر وسائل الإعلام إلى العالم أجمع في لحظة وقوعه، ولكن للأسف الشديد صار الإعلام سلاحاً بأيدي من يريد تزييف الحقائق لخدمة أهداف معينة يريدها ويسعى إلى تحقيقها.
والإعلام مصدر الفعل (أعلم) ومعناه نقل النبأ الصادق دون تحوير أو تزييف أي نقله كما هو بكل أمانة .. هذا هو الإعلام وذاك هو دوره الذي وجد من أجله وتلك هي رسالته الحقيقية التي ينبغي أن تتوافر في الإعلام الحقيقي.
غير أن الكثير من المعلومات والأخبار التي ترد إلينا عبر بعض القنوات الفضائية أو وسائل التواصل الاجتماعي، صارت موضع شك لدى المشاهد أو القارئ لأن فيها من التضليل والكذب ما صار مكشوفاً لدى الجميع ، لأنها ابتعدت عن الموضوعية وانحازت لخدمة سياسات معينة ، فافتقدت الصدق، وصار الكذب شعاراً لها.
والمحنة المؤلمة التي مرت بها سورية على مدى سنوات عجاف بدافع مؤامرة (الربيع العربي) أفرزت قنوات إعلامية كثيرة اتخذت من الكذب والتضليل منهجاً لها . وكم قرأت في مواقع التواصل الاجتماعي تعريفات لأناس يدعون أنهم يحملون المؤهلات العلمية الفلانية، إنهم كذا وكذا وكذا.. وهم من كل ذلك براء…ولولا معرفتي الشخصية بهم ، لصدقت كلامهم الذي يدعون .
ويعجبني قول حكيم :الكذاب لص ، لأن اللص يسرق مالك، والكذاب يسرق عقلك، ولا تأمن من كذب لك أن يكذب عليك، ومن اغتاب غيرك عندك فلاتأمن أن يغتابك عند غيرك .
وقول حكيم آخر : اجعل قول الكذابين ريحاً لتستريح .

د.موفق السراج

 

المزيد...
آخر الأخبار