يحكى أن فلاحاً ذهب إلى المدينة ليبيع دابته ، فاشتراها منه تاجر وأعطاه الثمن ، وطلب الفلاح شراء غيرها فوعده التاجر بواحدة فتية نشيطة يستطيع الحصول عليها في اليوم التالي ، ودفع الفلاح مبلغاً إضافياً وعاد بدابته السوداء مقصوصة الشعر تزينها أجراس ورسن وسرج ، ولما وصل البيت نادى زوجته لترى الدابة الجديدة فقالت : هذه دابتنا .
فقال لها … هل أنت مجنونة هذه سوداء وتلك رمادية وترك الرسن فدخلت الاصطبل من تلقاء نفسها،قالت المرأة بعصبية:أرى أنها عرفت مكانها .؟ !
قال لها : من الرائحة .. ألا تعرفين أن الدابة تشم أكثر من الإنسان ؟ !
صباح اليوم التالي ركب الرجل دابته ومشت الزوجة خلفه وذهبا إلى البستان ، لم تخطئ الدابة الحقل فتوجهت إليه .
فعرف الرجل ــ الفلاح ــ أنها دابته لكن غيروا لونها بهدف عملية الغش والخداع .
ضرب الفلاح كفاً بكف وأدرك أنه وقع في خدعة كبيرة . وأنا كفلاح أولاً … وكصحفي ثانياً … عندما أستخدم المبيدات الحشرية والأدوية الزراعية لوقاية المزروعات والأشجار المثمرة من الآفات الزراعية والأمراض الفطرية … أكتشف بعد حين أن هذه الأدوية مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية ومغشوشة جراء صبغ المادة الفاعلة بمواد صابغة … وتعطي نتائج عكسية … عند ذلك شعرت بشعور ذلك الفلاح المسكين الذي غشوه وباعوه دابته المصبوغة .
توفيق زعزوع