على صفاف العاصي : هل الخيانة وراثة أم اكتساب؟!

هناك حقيقة واقعة لا نقاش فيها مفادها بأن التطور في الأفكار والتجديد في الأساليب لا يأتيان إلا عبر الحوار والثقافة بين الناس، من هذا المنطلق كان حديثنا حول الخيانة، والخيانة في العرف الاجتماعي هي نكران الجميل وعدم الاعتراف بالمعروف والنكث بالعهود والمواثيق. قد تكون الخيانة وراثية إذا نشأ صاحبها في أسرة استمرأ أفرادها الخيانة أباً عن جد، وإبنٌ عن أب وكلهم يعيشون في بيئة واحدة حيث لم يستطع المجتمع أن يؤثر بهم من الناحية السلوكية لأن قوة الشر فيهم أقوى من قوة الخير، وبما أننا نؤمن بالحوار ولا نخاف الرأي الأخر تجاذبنا أطراف الحديث مع جمع من الناس في مكانٍ متواضع حيث كان عدد من الحضور مع أن الخيانة مكتسبة بينما الآخرون يؤكدون على أن الخيانة وراثية، وكل طرف يدعم رأيه بحجج وبراهين… الطرف الأول قال: إن الخيانة وراثية لأن العرق دساس، ومن يرث عن أبنائه هذه الحالة من خلال مجالسهم وأفكارهم لا يمكن الخروج من هذا الإطار أبداً إلا إذا توافرت لبعضهم تربية خاصة معزولة عن وسط العائلة لمدة طويلة، أما الطرف الثاني فقال: الخيانة مكتسبة تأتي من خلال البيئة والحاجة بدليل لو وضعنا طفلاً في بيئة نقية يمارس الناس فيها تربية وطنية قومية وقدوة حسنة، ووضعنا طفلاً آخر في بيئة متخلفة (بلطجية) لامعيار للأخلاق فيها، لوجدنا أن هناك فروقاً فردية واضحة في سلوك كل طفل على ضوء معطيات البيئتين المختلفتين، فحضر الحوار أحد المهتمين بهذه الناحية: وقال أحياناً أيها السادة شهوة السلطة تؤدي إلى الخيانة، وحب المال يجعل الإنسان وحشاً لا يعرف الرحمة، وأحياناً الفقر والحاجة يؤديان إلى الخيانة، وهذه في حالات إستثنائية جداً لأن الفقير يبقى صبوراً ولديه بقية باقية من الكرامة والكبرياء، بدليل أن الخيانة دائماً تأتي من قبل المتخمين بالمال الذين قست قلوبهم وأصبحت كالحجارة، قال آخر : لاتذهبوا كثيراً في تحليلاتكم إنني أضرب لكم مثلاً أن معظم الثورات في العالم يقوم بها الفقراء ويجهضها الأغنياء، وهناك كثير من الذين يعتبرون أنفسهم مناضلين مع الفقراء، ما إن يتحولوا إلى أغنياء بفعل عدم المحاسبة حتى يصبحوا في خانة الخيانة لطبقتهم، وأحياناً لوطنهم، قالوا جميعاً: صدقت ياهذا في تحليلك لقد وضعت النقاط على الحروف وهذا مانعيشه اليوم لأن المال يغير بعض النفوس، ويخرب السلوك، ويضعف الوجدان، وخاصة إذا كان مالاً حراماً يكسبه صاحبه عن طريق استغلال المنصب أو المسؤولية…

أحمد ذويب الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار