نحن نتوهم ونعيش حياتنا الواقعية ولكن نتخيل ونتوهم أشياء غير موجودة وإن كنا نراها بشكل يومي في حياتنا، فمثلاً نذهب لنشتري حاجاتنا اليومية ، فنسأل البائع عن الأسعار فنجد أنها قفزت عن أسعار اليوم السابق فندفع مجبرين هذه الزيادة ، وحين نعود إلى منازلنا ونفتح التلفاز نجد محللينا الاقتصاديين وبعض مسؤولينا يحذروننا من مرض اسمه الوهم، أي أن نتوهم أن الأسعار قد ارتفعت وأن الزيادة التي دفعناها وهمية ، ثم لنصحو في اليوم التالي على ارتفاع جديد وهمي أيضاً ولكن ندفع هذا الوهم من جيوبنا.
بالمختصر يمكننا القول إن مايحصل هو قيمة وهمية للدولار، والدليل هو أن كل الأسعار زادت ٢٥% تقريباً .
ونحن نتوهم أيضاً أن مديرية حماية المستهلك تضبط الأسعار وأن المركزي أعاد سعر الصرف إلى 438 ليرة . وكل حديث آخر مجرد شائعات هدفها إحباطنا،وغداً سنغرق الدولار في وهم كبير عندما يظن أنه صار يساوي ١٠٠٠ ليرة، بينما الحقيقة هي أن كل ليرة أشرف من ١٠٠٠ دولار .
هذا هو الوهم الذي نعيشه، وعلى مايبدو أن على أحدنا أن يدخل المصح العقلي ، إما نحن كشعب يعيش هذا الوهم بشكل يومي ويشعر كيف يتآكل راتبه يوماً بعد يوم بعد كل ارتفاع وهمي ، أو أنه من الأولى أن يدخل أولئك المحللون المصفقون والمطبلون المزمرون الجالسون على قلوبنا بأوهامهم التي لن تتوهم بأن هذا الشعب مجرد أضحوكة يمكن اللعب بعقولها والعزف على وتر العواطف كي نقتنع بأوهامهم.
ازدهار صقور