أخي المواطن كلكم يعلم إن هناك مفاهيم عديدة غزتنا وأصبحت اصطلاحات نتداولها في الندوات والاجتماعات وحتى في السهرات وكل واحد منا يطرحها وكأنها حقيقة واقعة يعرف سلفاً نتائج تطبيقها وأصبح الاقتصاديون يتبارون في إخراجها وتفسير تراكيبها ومفرداتها حتى اختلطت الأوراق في ذهن المواطن الذي يقيس الأمور بنتائجها التي تنعكس على حياته عطاءً وإنجازاً يلمسه في حياته العادية فمثلاً : ماذا يريد الفلاح ؟ يريد أن تتحقق له كل مستلزمات الإنتاج بأسعار معقولة ويعطى حقه في قيمة إنتاجه الذي يجب أن يصل إلى المستهلك بسعر لا استغلال .
فيه وماذا يريد العامل ؟ يريد أجراً يتوافق وعطاءه لتحقيق حاجاته الأساسية التي تحافظ على كرامته وإنسانيته . وماذا يريد المستهلك وخاصة من ذوي الشرائح الفقيرة والدخل المحدود يريد أن تتوافر المواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية وبأسعار لا تستنزف دخله الذي لا يتناسب وحاجاته أحياناً… كيف اختلطت الأوراق وتزاوجت المفاهيم النظرية وأنجبت اصطلاحات مازلنا نكررها تحت شعار الانفتاح أسوة بما انفتح في العالم بعد ما كان مغلقاً بحجة الاقتصاد المغلق التي زعم بعض المنظرين الجدد الذين كانوا بالأساس يتطلعون إلى الانفتاح غير المنضبط الذي يدعوا إلى الرأسمالية فهذه الاصطلاحات مثل الخصخصة .
أما اصطلاح اقتصاد السوق الاجتماعي الذي يقصد فيه التخفيف من الحد الأقصى من سيطرة القطاع العام علماً إن التخطيط يتطلب هذا التدخل كما إن التنمية الشاملة تتطلب أيضاً سيطرة الدولة وحمايتها بالتخطيط المركزي.. وحتى تاريخه يبقى هذا الاصطلاح فكراً دون تطبيق لأنه يؤثر على الاجتماعي في غياب أو تراجع للقطاع العام فالمواقف التوفيقية لا تتناسب وحاجات الفقراء وخاصة في مرحلة تتطلب الحزم والمتابعة والمحاسبة الصارمة بحق كل من يسيء .
أحمد ذويب الأحمد