منعت الجهات المعنية بالمحافظة سباحة الأولاد بنهر العاصي ، وتحديداً بالقرب من مدخل حديقة أم الحسن المقابل لفرع الحزب القديم ، وفي باب النهر ، حرصاً على حياة السابحين من خطر داهم ، لما يقومون به من حركات بهلوانية واستعراضات من أعالي النواعير ، قد يكون فيها حتفهم !. وزرعت تلك الجهات آرمات تحذيرية بعدة مواقع ، لمنع السباحة في النهر بكل مناطق جريانه ، كون مياهه غير صالحة للسباحة . ولكن ذلك لم يجدِ نفعاً ، ولم يمنع الأولاد أو الشبان من السباحة ، فهم انتقلوا من ساحة العاصي وباب النهر إلى جسر عقدة الشريعة الجديد لممارسة هوايتهم !. حيث نراهم في أيام العطل الرسمية يتسلقون السور الحديدي ، ويقفزون من فوقه إلى سرير النهر ، وبينهم أولاد صغار حقاً ، ما يشكل خطراً كبيراً على حياتهم . وبالتأكيد هم يسبحون في هذا الموقع أو غيره من النهر الخطِر ، من دون علم ذويهم ، الأمر الذي يستدعي منهم متابعة أبنائهم حتى لا يفقدوهم نهائياً كما حصل مع غيرهم ممن غرق أبناؤهم أثناء سباحتهم بالعاصي خلال الفترة الماضية. كما يتطلب من الجهات المعنية ، اتخاذ تدابير أكثر صرامةً لمنع سباحة الأولاد في العاصي ، وذلك بالكشف أولاً على موقع جسر عقدة الشريعة ، ومن ثم تكليف دورية بإبعاد الأولاد عنه ثانياً ، بل إن مجرد وجود دورية على الجسر المذكور بأيام العطل الرسمية ، كفيل بحماية هؤلاء الشبان والأطفال اليافعين من خطر السباحة بالنهر . ونعتقد أن توعية الأهل لأبنائهم حول مخاطر السـباحة بالعاصي عموماً، أو القفز من أعالي النواعير خصوصاً ، ضرورية للغاية ، لما للكلمة الطيبة – كما تعرفون – من أثر مهم في تقويم السلوك ، والنصح والإرشاد ، لعلهم يستجيبون ويمتنعون ذاتياً عن ممارسة هذه السباحة الخطرة على حياتهم . وإلاّ فالشدة مطلوبةٌ إن لم يجدِ اللينُ ، وإن لم تفعل الحسنى فعلها. ومن ثم يأتي دور الجهات المعنية ، التي ينبغي لها المراقبة والمتابعة ، لتفعيل إجراءاتها التي تحمي الراغبين بالسباحة في العاصي والغطس بمياهه الآسنة المشبعة بالطمي، من خطر محدق بهم .
محمد أحمد خبازي