وأشرقت الأرض بنور ربها

يعز عليّ فراق كثير ممن نزحوا إلى مدينتنا وهم أهلنا وأصحاب الدار أينما كانوا.
زارتني مودعة وهي من جعلت حب أهل الريف يزداد ويستوطن عميقاً في قلبي. قالت لي: ((لقد انتهت حياة النزوح، سنعود إلى بيتنا نرمم ونبني مادُمر، سنعود إلى أرضنا عزنا وكرامتنا)).
ريف حماة الشمالي يشرع طرقاته الآمنة لعودة أهله، أصحاب الحق والدار، انتهى الخوف، انتهى الموت والدمار، إنه نصر الحياة والغد المشرق بالأفضل وقد شق طريقه رجال جيشنا بدمائهم وتضحياتهم، كما لا ننسى عاشقون للوطن والإنسان أخلصوا للكلمة الحقة وكانوا بمثابة القابض على جمر في زمن الخوف والضباب والفوضى، حيث كان الموت يطالهم بأبشع حالاته وصوره دون ممانعة ولو كانوا في بروج مشيدة.
إنه فرح الحياة، اختلط الناس برجال الجيش وهم يحتفلون بالعودة لقراهم وبيوتهم، ملؤوا الشوارع والساحات، شكلوا لوحة تبكي بفرحها الحزين قلب الحجر، لا عز بعد عز الوطن.
الأهالي يحتفلون على أنقاض بيوتهم ويقيمون حفلات الشواء مسرورين، أطفال ورجال ونساء رسمت وجوههم الابتسامة العريضة، فزمن النزوح قد ولى، وبسواعدهم سوف يعيدون البناء ويزرعون أرضهم، ورويداً رويداً سيزدهر زمن الخير.
الحياة تنتصر ريف حماة الشمالي يشرق بحياة ستمد أذرعها إلى كل سورية، سورية التي ستبقى باقية صامدة بقاء الحياة.

لما كربجها

المزيد...
آخر الأخبار