عندما نسمع انه وفي مصياف وحدها أخمدت دائرة الاطفاء الحراجية ١٣٦ حريقا خلال فترة الصيف، وان منها ١٦ حريقا حراجيا فقط ندرك خطورة الوضع الذي نحن فيه ، ذلك ان بقية الحرائق هي حرائق في املاك خاصة وأراضي زراعية قام اصحابها بحرق بقايا الحصيد مع علمهم المسبق أن مصياف منطقة اكثر فيها الرياح ولا يمكن بعدها السيطرة عليه . وعندما نسمع بأن فرق الاطفاء تواجه صعوبات جمة في ظل ظروف صعبة فلا طرقات حراجية تمكنها من الوصول الى الحريق وبمعدات بسيطة ، لكن هذا كله يمكن للعنصر البشري ان يقهره وان يكون العامل الحاسم في إطفاء أصعب الحرائق . ولهذا فعندما نسمع بأن المجتمع الأهلي واصحاب الاراضي المحروقة لا يساهمون في العمل على اطفاء الحريق ويكتفون بالتصوير والتنظير ورؤية الحريق وهو يمتد لمساحات اكبر وأوسع ويصبحون أبطالا على صفحات التواصل الاجتماعي ولو ان كل منهم رمى قليلا من الماء لاوقف امتدا الحريق والتهامها لمساحة أوسع كما حصل في أكبر حريق في قرية حيالين الذي التهم ٥٠ دونما من الأراضي الحراجية المعمرة والتي كانت تزين جبالها فباتت اليوم قاحلة جرداء سوى من بقايا الأشجار المحروقة التي تذكرنا بتقاعس الأهالي ماسبب كارثة بيئية حقيقية . بالمختصر هناك من يلعن العتمة ، وأخر يضيء شمعة ليلغي الظلام ، وهتاك فرق كبير من الحالتين فالحريق لا يضر ببقعة صغيرة تخص مالكها ، وضرره لا يتوقف عند حد هو خطر يصيبنا جميعا فحرائق غابات الامازون في افريقيا سيؤثر على مستوى بيئيا على مستوى العالم.
ازدهار صقور