إن إرتفاع الأسعار أرهق المواطن وأوجعه وأنبتت له آلاماً وهموماً وهواجس لا حصر لها ،وحولته إلى كائن مفتت مرعوب يحمل هماً ويقتات وجعاً، فالتفكير الدائم لديه بات لايخرج عن دائرة كيفية تأمين الحد الأدنى من مستلزمات الحياة اليومية الأساسية ، فدائرة الفقر آخذة بالاتساع كلما اتسعت دائرة الفساد و ارتفع سعر صرف الدولار ، بينما الأجور والرواتب على حالها .
حقيقة لايمكن نكرانها أو تبريرها ،مع الحصار الاقتصادي الخارجي الظالم ومحدودية الإجراءات للحد من ارتفاع الأسعار حيث لا يملك المواطن سوى شد الحزام أكثر وأكثر ، حتى أصبح فاقداً للتوازن والتبصر والتفكير خارج نطاق معركته مع لقمة عيش أبنائه .
فمع كل إشراقة يوم جديد تسعيرة جديدة تزعج المواطن من خلال تلاعب عدد من التجار بالأسعار بحجة سعر الصرف وضعف الرقابة التموينية على الأسواق وليس ارتفاع الأسعار وحده ما يثير قلق الناس بل حالات الفساد والبطالة وسوء الإدارة وارتفاع معدل التضخم ، وكنتيجة لانعدام الحلول الجذرية لمشكلات الوضع المعيشي ومواجهة الغلاء كزيادة الإنتاج ودعم الاستثمارات المحلية والتوازن بين العرض والطلب ومحاربة الاحتكار ومحاسبة الفاسدين فإن الغلاء لم يعد مشكلة وحسب بل أصبح كارثة تحتاج لمواجهة حقيقية .
فإن بقيت وتيرة الغلاء على هذا النحو الصاروخي فنحن على أعتاب كارثة اقتصادية واجتماعية كبرى لن تنهيها الحلول الطارئة بزيادة الرواتب أو ضبط الأسعار وحماية المستهلك.
المطلوب مع الإجراءات الحكومية لضبط سعر الصرف ووضع حد للممارسات الاستغلالية من تجار الأزمات في ظل ضوابط وقوانين لاتعرف المساومة أو المجاملة ،وإلا سنظل نراوح في المكان نفسه ولن نتقدم خطوة للأمام .
سلاف زهرة