ازداد في آونة الأخيرة انتشار ظاهرة غريبة في العالم الافتراضي على ” الشبكة العنكبوتية” و هي منح شهادات الدكتوراه من قبل مواقع و تجمعات أدبية و ثقافية و فكرية لأشخاص قد يكون لهم إبداع معين في مجال الأدب أو الثقافة أو لهم مكانة معينة على الساحة الأدبية أو الثقافية أو الاجتماعي… الخ .
و إذا افترضنا أن ذلك يتم من منطلق حسن النية و اعتبرنا أنه شكل من أشكال التكريم لمبدعين و فنانين و مثقفين لهم شأن في الوسط الثقافي الإبداعي و إذا سلمنا جدلا بأنه لا يوجد أي غايات شخصية أو منفعية من وراء ذلك أو….. الخ .
يجب أن نسأل هل يحق لتلك الجهات و المواقع و التجمعات و الصفحات منح تلك الشهادات و هل يجوز للشخص الذي يمنح شهادة الدكتوراه و لقب دكتور أن يعرف بنفسه بأنه دكتور و بتصرف على هذا الأساس ؟ و هل وصل الاستخفاف بالشهادات العلمية العليا إلى هذا الحد ؟
بدورنا نقول بأنه لا يحق لأي جهة منح شهادة الدكتوراه معترف بها إلا للجامعة الرسمية و الخاصة و تمنح وفق أسس علمية متعارف عليها كما أن شهادة الدكتوراه الفخرية أيضا لا يجوز منحها إلا من الجامعات الحكومية و الخاصة وفق بروتوكول متعارف عليه عالميا و تمنح لمبدعين و باحثين و كتاب لهم إنجازات عظيمة على مستوى العالم .
على العموم تعتبر هذه الظاهرة نوع من مخالفات القانون الكثيرة التي نراها في العالم الافتراضي و من الضروري متابعتها و تحريك قانون الجرائم الإلكترونية بحق المخالفين مهما كانت أسبابهم و دوافعهم .
عهد رستم