في العاشر من حزيران عام ٢٠٠٠ رحل قائد حكيم له الأثر العظيم في قيادة سورية وتطويرها شعبا وجيشا وتنمية، ودورا وطنيا وقوميا وعالميا، ومازال شعبنا يذكر مواقف هذا القائد العظيم، إذ لم يفرط القائد حافظ الأسد بذرة تراب من أرض الوطن جاعلا فلسطين العربية والجولان بوصلة نضاله. رحمه الله وجعل الجنة مثواه .
لقد خسر الوطن رجلا صاحب مواقف قومية ثابتة وكان يقول رحمه الله: ( ليس لي شرط على الوحدة إلا الوحدة )فهو الفلاح الأول الذي كان يعتز بهذا الانتماء لأنه جاء من جذور الكادحين وهو القائل: (انا فلاح ابن فلاح وأن جلسة عندي بين سنابل القمح وبيادر الزرع أفضل من قصور الدنيا )
لقد وضع منهجا وقواعد من خلال المؤسسات والمؤتمرات وطلب تنفيذها في مجال المسؤولية،حيث
قال : إن حس المسؤولية يجب أن يتجلى في سلوكنا اليومي وممارستنا اليومية أينما كان موقفنا وأينما كانت أعمالنا )
واصفا الثوار الحقيقيين في الكلمات التالية: (ولكي نكون ثوارا حقيقيين لابد أن نعيش حالة وجدانية عالية ،ومثل هذه الحالة هي التي تجعلنا قادرين على العطاء والتضحية وتحمل المسؤولية ) .
ووصف حرية المواطن بقوله (إيماننا راسخ بأن حرية المواطن هي من حرية الوطن ،وأن حرية الوطن أمانة في أعناقنا نزود عنها بالمنهج والأرواح )
وإشادة بالعمل الذي وصفه بالكلمات التالية: لا قوة فوق الأرض تفوق قوة الشعب الذي تجمع أبناءه وحدة الإرادة وحب الوطن وقوة العزيمة
واعتبر الصحافة أداة تغيير في المجتمع عندما قال : لاأريد لأحد أن يسكت عن الخطأ أو يتستر عن العيوب والنواقص على القيادات الأعلى أن تحاسب وإن لم تحاسب يجب أن تحاسب )
وحدد المعركة أنها طويلة مع الأعداء:(إن معركتنا ضخمة وطريقنا شاقة والأعداء الذين نواجههم شرسون ولكننا نملك الإرادة اللازمة في مجابهتم ودحرهم ) .
و أكد على تطبيق الاشتراكية إذا أردنا تطبيق العدالة قائلا: لابد أن نحقق الاشتراكية إذا أردنا تحقيق مجتمع يسوده العدل، ولابد أن نحقق الاشتراكية إذا أردنا مجتمعا ينفى فيه الظلم. إن الاشتراكية مسألة مبدئية لانقاش فيها لا سلام للضعفاء في هذا العالم .
و حلل القائد المؤسس حافظ الأسد التفاوت الطبقي كما جاء في دستور البعث قائلا:( إلغاء التفاوت الطبقي الذي تكون نتيجة لوضع اجتماعي فاسد، لذلك البعث يناضل في صف الطبقة الكادحة المضطهدة في المجتمع حتى يزول هذا التفاوت والتمايز ويستعيد المواطنون جميعا قيمتهم الإنسانيه كاملة، وتتاح لهم الحياة في ظل نظام اجتماعي عادل لاميزة فيه لمواطن عن الآخر سوى كفاءة الفكر ومهارة اليد.
وقال أيضا في الشهداء(الشهداء الأبرار مشاعل النور والهدايا وقدوة الشرف والرجولة ).
(قواتنا المسلحة في القطر قوة لأمتنا، وصمودنا هو صمود هذه الأمة )
رحمك الله أيها القائد الفذ النبيل الذي ستتذكرك الأجيال القادمة، وإن أقوالك دليل عمل لمن يريد لأمته الخير والتقدم ،وسوف تبقى هذه القيم راسخة في عقولنا وعملنا وحبنا لوطننا ولأمتنا.
تغمدك الله برحمته والى جنات الخلد
أحمد ذويب الأحمد