خطوة تجاه تحسين حال الأديب

رغمَ أنّها أقل من طموحاتنا وأقلّ من المأمول والمستحق قامت وزارة الثقافة وللمرة الثانية في أقل من خمس سنوات و في خطوة جديدة تعكس اهتمامها بحال الكتّاب والأدباء المبدعين قامت برفع المكافآت النقدية التي تقدّم للكاتب لقاء نشر نتاجه الأدبي الإبداعي في مختلف دورياتها واصداراتها ومن مختلف الأجناس الأدبية من فن وشعر ومقالة وبحث و..الخ إلى الضعف تقريبا .
لاشك أنها خطوة مباركة وتليق بحال المثقف السوري ويليق به الأكثر والأهم بكثير
إلا أننا كنا نعول وننتظر – وسنبقى – باقة قرارات أكثر حيوية تساهم في تحسين حال المشهد الثقافي ككل من أهمّها رفع مكافأة المشاركين بفعاليات منابرها الثقافية المنتشرة على امتداد سوريتنا والتي لم يطرأ عليها أي تعديل منذ عقدين من الزمن تقريبا إذ يصرف للمشارك (شعر)في مركز ثقافي ضمن محافظته مبلغا لا يتجاوز الأف ليرة سورية وللمشارك بمحاضرة يصرف أقل من ألفي ليرة سورية
ويضاف للمشارك من خارج المحافظة وحسب مزاجية إدارة المركز مبلغا زهيدا أيضا لتصبح المكافاة ما يقارب الألفين للشعر وثلاثة آلاف للمحاضر على أبعد تقدير
كنا قد طالبنا ومن على غير منبر برفع قيمة المكافآت إلى أن علمنا أن ثمة مقترحات رفعتها الوزارة في هذا الشأن إلى مجلس الوزراء ستنعكس بالإيجاب – في حال تمت الموافقة عليها – على حال المثقف وبالتالي على حال مشهدنا الثقافي ككل ويمكنني ان أقول إن المبلغ المقترح مقبول جدا مقارنة ما يصرف اليوم إلا أنه يبقى كما قلنا دون المأمول ولا سيما في ضوء غليان أو فلتان السوق .
في هذه المناسبة نتمنى على اتحادنا اتحاد الكتاب العرب أن بحذو حذو الوزارة في رفع قيمة مكافآت النشر وتعديلها سواء في الدوريات أو الإصدارات ..
ونأمل أيضا أن تقوم وزارة الثقافة بالتسريع بالموافقة على رفع قيمة المشاركة في فعاليات منابرها الثقافية والتي حقيقة قد تجاوزها اتحادنا في ذلك على الأقل حتى يومنا هذا ..
نأمل أن تستمر الجهات الثقافية الرسمية من ( اتحاد كتاب عرب – وزارة ثقافة – وزارة اعلام ) وأيضا الخاصة في العمل الدائم على دعم الكلمة وصاحب الكلمة والمطالبة دائما في تحسين حاله لأننا شهدنا أن الحرب حرب ثقافات ( المحبة والخير والحياة والسلام ) قبالة ( الحقد والشر والموت والحرب )
ولا نهوض لأمة دون نهضة ثقافية أصيلة ولا نهضة لثقافة أمة ما دون نهضة مثقفها الحقيقي وما من نهضة لمثقف ما دون الاهتمام به بحاله وتحصينه وعلى مختلف الصعد ..
نحن في حاجة لإيجاد آلية ما من شأنها تحسين وتحصين المثقف وصورته في أعين المجتمعات ولا يتم هذا كما قلنا إلا عبر توجيه كل أوجه الدعم المادي والمعنوي على الأقل بشكل يتناسب وأسئلة الحياة الكبرى .

عباس حيروقة 

المزيد...
آخر الأخبار