/بين قوسين…..للبيع/

لفت نظري في الفترة الأخيرة على صفحات الفيس بوك العامة والخاصة ظاهر الإعلان عن بيع أغراض البيت 

براد 10 قدم للبيع بسبب فراغه من الفواكه وعلب الدواء حتى من صحن القهوة الذي توضع فيه فحمة
-سرير أطفال للبيع يقول صاحب الإعلان بعد أن اشتريت السرير قبل عام قلت إن أنجبت طفلا يكون السرير بانتظاره لكني عدلت عن الفكرة والسرير مازال يحتفظ بفخامة خشبه
-فرن غاز للبيع أيضا يقول صاحب الإعلان نفذ صبري وأنا أنتظر شهرين استبدال أسطوانة الغاز الفارغة وتكامل لم ترسل لي رسالة فقررت بيع الغاز وبم أن الصيف حل علينا قلت أطبخ باستخدام حرارة الشمس وهي صحية أكثر من الغاز وهمه وانتظاره .
-كندرة من عهد ستي للبيع تقول صاحبة الإعلان لم يعد للكندرة لزوم كوني لا أحضر حفلات ولا أذهب إلى التسوق فماذا أفعل بالكندرة قررت بيعها ومازالت تحافظ على مسمار كعبها وكون مشواري لا يتجاوز حارتها /لا تهكلو همي / لدي شحاط بلاستيك أنتعله في الحارة
-جدائل للبيع امرأة عرضت شعرها الطويل للبيع تقول: قررت بيع شعري ما الجدوى منه لم أعد أستطيع أن أشتري له الشامبو وحمام الزيت وقد يغزوه /القمل /بعد قليل.
مازال يحافظ على رونقه حتى الآن من يشتري؟
ستائر ،مدفأة ،تلفزيون ، قطة ،طاولة ، موبايل ،الخ كله للبيع .
أصابتني عدوى إعلانات البيع ،ماذا سأبيع ياترى!
نظرت حولي يمينا يسارا قلبت سريري مكتبتي وفتشت حقائبي وخزانتي لأعثر على ما أبيع .
وجدت في إحدى جيوبي قلما كنت أكتب فيه قبل ثلاثين عام وكان لحبره كما يقال /طنة ورنة/
ترددت أبيع أو لا .أمسكت بالقلم وقلت قبل بيعه سأكتب قصيدة موزونة الهندام أهجو بها ذاك الذي يمسح الجوخ
ويأكل الخوخ ويرمي سهامه في ظهري ويدعي عظمة قامته الأدبية في الساحة الترابية .
أمسكت القلم وبدأت.
كأن القلم جف حبره لم تتأثر الورقة بنقطة حبر واحدة فتراجعت عن فكرة البيع وماجدوى هذا القلم فقررت كسره ورميه من الشباك العالي ونمت أفكر ماذا أبيع ياترى.
حين أشرقت الشمس نظرت إلى الورقة فرأيت الحبر يملؤها بالقصيدة التي وددت كتابتها نظرت من الشباك وحزنت حزنا شديدا على القلم وندمت ندامة الكسعي
ياسادة ياكرام أما عن الكسعي:
من حديث الكسعي أنه خرج يرعى إبله في واد .
فرأى قضيب شوحط نابتا في صخرة ملساء .فقال نعم منبت العود في قرار الجلمود .
ثم أخذ سقاءه وصب مافيه من الماء في أصله ،فشربه لشدة ظمائه .
وجعل يتعاهده بالماء سنة حتى سبط العود واعتدل.
فقطعه وجعل يقومه حتى صلح .فبراه قوسا وبرى بقيته خمسة أسهم وخرج إلى مكمن كان مورد الحمر في الوادي .
فوارى شخصه حتى إذا وردت رمى عيرا منها بسهم فمرق منه بعد نفذه وضرب صخرة فقدح منها نارا .
فظن الكسعي أنه قد أخطأ .ثم وردت حمر أخرى فرمى عيرا .فصنع سهمه كالأول ،فظنه أخطأ .
وهكذا رمى خمسة منها الواحدة بعد الأخرى وكل مرة يظن أن سهمه أخطأ ثم خرج من مكمنه فاعترضته صخرة فضرب بالقوس عليها حتى كسرها .
ثم قال أبيت ليلتي ثم آتي أهلي .
فبات فلما أصبح رأى خمسة حمر مصروعة ورأى أسهمه مضرجة بالدم .فندم على ما صنع وعض على أنامله حتى قطعها وقال :
ندمت ندامة لو أن نفسي … تطاوعني إذا لقتلت نفسي
عدت ورأيت الإعلانات تملأ الفيس بوك
كاسة ،صحن،ملعقة،طنجرة ،الخ للبيع عادت دودة العدوى تنخر في رأسي ماذا أبيع ياترى!
قررت أن أبيع المكان كله بكل ما يحتويه :
كراسي ،رفاق ، زملاء ، مراجعون ، صور ، كتب ابتسامات معلبة إلخ للبيع
لن أندم ندامة الكسعي بل سأرقص رقصة زوربا، لكن لا أظن أحدا يشتري (الهم )عن قلب صاحبه .

نصرة ابراهيم

المزيد...
آخر الأخبار