بالتأكيد ، نحن لاننكر أن مجمعات السورية للتجارة وصالاتها ومنافذ بيعها ، المنتشرة بمدن محافظتنا ومناطقها ، قد أمست فعلاً الملاذ الآمن لعموم المواطنين معدومي المدخول ومتوسطيه ، من الغلاء الفاحش الضارب أطنابه بالأسواق ، ومن احتكار التجار الكبار ، وتلاعبهم والباعة الصغار بالأسعار .
فذلك أصبح حقيقة نلمسها يومياً خلال جولاتنا بالعديد من الصالات ، وشرائنا من بعضها ما نحتاجه من مواد ، نجدها أحياناً وفي أغلب الأحيان لانجدها !.
وهنا بيت القصيد ، ونظنُّ أن المؤسسة تواجه مشكلة كبرى في هذا الشأن ، وينبغي لها تجاوزها ليكون تدخلها الإيجابي حقيقياً لصالح المواطن المكتوي بنيران الأسعار بالأسواق ، ولتكون بالفعل ذراع الحكومة الاقتصادية التي تخفف الأعباء المادية والضغوط النفسية – جرَّاء الغلاء الفاحش – عن المواطنين ، الذين يعانون الأمرين في تأمين متطلبات أسرهم اليومية و مستلزماتها المعيشية.
ففي معظم الأوقات ، المواد الغذائية الضرورية لحياة الناس اليومية وغير الغذائية ، لا تتوافر بصالات المؤسسة وخصوصاً بالمناطق والأرياف ، وتوافرها بمجمع أبي الفداء الاستهلاكي بحماة ليس مقياساً على توافرها ببقية مدن المحافظة ومناطقها.
ففي الوقت الذي تُملأُ فيه أقسام ورفوف المجمَّع بتشكيلة سلعية من المواد ، نرى صالات المناطق خاوية ورفوفها فارغة نتيجة الإقبال الشديد عليها ونفاد موادها بسرعة قصوى ، والتأخر بسد نواقصها ورفدها بما يحتاجه المواطنون من مواد ضرورية.
باعتقادنا ، ينبغي للسورية للتجارة مواجهة هذا التحدي بعزيمة لا تلين ، والإفادة من سيارات المؤسسات الأخرى التي وجَّهت الحكومة بوضعها في خدمتها – إن كانت تشكو من نقص فيها – لنقل المواد بأقصى سرعة إلى أبعد تجمع سكاني فيه منفذ استهلاكي .
فعندما تقصِّر المؤسسة برفد المواطن بموادها فإنها تخلي الساحة للتجار والباعة ، وتتراجع رغم جهودها الجبَّارة عن التدخل الإيجابي بالأسواق ، وعندها ينطبق عليها القول المأثور : كأنك يا أبا زيد ما غزيت !.
محمد أحمد خبازي