هل ..وهل ..وهل ؟؟!!

تحدّثنا في مادة سابقة عن المبدع والإبداع ..أسئلة الإبداع ..
ونعود اليوم و نسأل عن المعايير الأهم المتبعة في تحديد
ماهية المبدع أو النص ؟؟
ثمة جوائز أدبية تطلق هنا وهناك ويفوز بها هذا وتلك ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل تم التحكيم وفق معايير وضوابط ومقومات ومنظومة أسس ؟؟؟
هل ثمة وفاء ونبل وأصالة كانت وراء إعلان الجوائز وأسماء الفائزين ؟؟
هل الإبداع هو المعيار الحقيقي والرئيس في ذلك أم ثمة معايير عقائدية إيديولوجية سياسية ..الخ ؟؟
وهل المعايير المعتمدة منذ قرون من الزمن أو منذ عقود هي ذاتها المتبعة أو ما تزال صالحة ؟؟ هل يمكن أن نسأل عن نتيجة مسابقة شعرية معاصرة إن تقدم إليها شخص ما بمجموعة قصائد مغفلة من الاسم وهي تكون لأبي تمام أو للمتنبي أو للمعري أو شوقي أو حتى محمود درويش ؟؟
هل سيحالفه الحظ بالفوز أو حتى بالتنويه بها ؟ّ
والسؤال الأهم : هل الذائقة الجمعية اليوم قد تبدّلت ..تطورت وتنامت نتيجة تطور المنتج الأدبي والاجتماعي الحياتي من حيث الأسلوب والتقانة ؟؟؟
وهل يعوّلُ اليوم على الذائقة الجمعية في تحديد هوية الإبداع وملامح المبدع الحقيقي ؟؟؟
هلي يمكن للذائقة الجمعية الوقوف على درجات تطور الشعرية مثلاً ..
وهل هي متبدلة , أم أن الجمال والإبداع والفن ثابت البهاء إن لم يكن على درجات أرقى وأعلى ولا تبدّل محتم في حيثيات الذائقة ؟؟
أم الإبداعُ يبقى إبداعاً وعناصره ومكوناته تبقى ترفل وتضج بالجمال وبالخير كونه الشكل الأرقى والأسمى للنشاط الإنساني وهو المعني أيضا بكشف حقائق الدهشة والألق إذ لا يمكن لأي كان أن يدركه وينفذ إلى كنهه ويعيش جمالياته على حقيقتها إلا من صفا ذهنه وقلبه وتمتع بما يتمتع به المبدع الحقيقي .
إن حديثنا عن الإبداع يقودنا إلى طرح أسئلته الأهم..أسئلة الحرية والتي تعتبر الناهض والشرط الأساس في نمو هذا الكائن الجميل الذي اسمه ( الإبداع) أجل هو الشرط الأهم لممارسة هذا النوع الأرقى والأسمى للنشاط الإنساني .
هل من حرية حقيقية يعيشها المبدع الحقيقي ؟؟
وان وجدت هل من آفاق مقبولة لها أم ثمة أطر وحدود مثلاً ؟؟
إلى أي درجة ساهمت الحرية في رفد الحراك الثقافي بطاقات أصيلة ساهمت في رسم وطن ينبذ القبح والسواد والحرب وينتصر للحق وللخير وللجمال ؟؟
وأخيرا :
هل يمكننا أن نمتلك الجرأة ونطالب بتحرير الإبداع من مدّعيه ؟؟؟
هل يمكن للمتلقي الفطن الذكي الإشارة إلى النص الأدبي وهو متلبس بالتعري من كل لبوس إبداعي جميل شاهرا ( النص) قبحه وفجوره ؟؟
هل يمكننا أن نقول وبالفم الملآن : إن العمل على تلميع هذا أو تلك إعلاميا وإطلاق ما هبّ وما دبّ من ألقاب ومنحه أو منحها شهادات التقدير والتكريم ودرجات الدكتوراه الهلامية العنكبوتيه لا تصنع مبدعا حقيقيا أبدا ؟؟؟
لا بل على العكس ساهمت وما زالت في التشويه والتشوّه وأنها ستسقط حالَ وقوفها أمام مرآة الإبداع والحقيقة ..أمام الشمس التي ستلفحهم لا بل ستحرقهم لأنهم كائنات هلامية شبّت في الظلّ وفي الأقبية الرطبة
الإبداع خلق جديد حرّ يطفح ويرفل بالدهشة وبالطاقة وبالشحنات الشعورية والحسية الانفعالية التي لا تنتهي
نعم الإبداع كل هذا وأكثر

عباس حيروقة

المزيد...
آخر الأخبار