وإذا سألتني ماذا تريد من المرشح لمجلس الشعب بالدور التشريعي الثالث ، أقول : أن يكون صادقاً مع نفسه أولاً ليكون صادقاً مع ناخبيه وأبناء مجتمعه الذين منحوه ثقتهم وأصواتهم .
فالصدق مع النفس ، هو بوابة الصدق مع الآخرين ، ويترفع بصاحبه عن الكذب على الناس ، والتمثيل عليهم !.
فعندما يتحلَّى أي إنسان ، أو أي مسؤول ، أو أي مرشح لموقع، أو لانتخابات مجالس الإدارة المحلية ، أولمجلس الشعب ، بالصدق فإن صدقه يمنعه من الكذب ، ويحميه من الوقوع بفخ تهويل قدراته ونفخ إمكاناته، ليوهم ناخبيه بأنه واصل للجهات العليا ويده طائلة بوزارات الدولة ومؤسساتها ، و بأنه القادر على حل كل المشكلات المستعصية التي يعاني منها أهالي منطقته أو مدينته أو محافظته !.
وأتمنى أن يكون المرشح ابن واقعه ومنطقياً وموضوعياً، فيما يطرح من شعارات وأفكار وقيم ووعود ، وألاَّ يوهمَ نفسه قبل ناخبيه أنه قادرٌ على مكافحة الفساد وقطعه من جذوره ، وأن باستطاعته توفير الكهرباء ومياه الشرب والمشتقات النفطية والمواد الغذائية لمواطنيه ، وأنه قادرٌ على تحسين الظروف المعيشية الصعبة للموظفين والمتقاعدين ، وعلى ضبط فلتان الأسعار وكبح جماح الغلاء الفاحش ، وتوفير فرص عمل للشباب وخصوصاً الخريجين الجامعيين ، ودعم ذوي الشهداء والجرحى من بواسل جيشنا العربي السوري والقوات الرديفة له ، وتأمين مستلزمات العملية الزراعية بيسر وسهولة للمشتغلين بالأرض وفلاحي الوطن ، ومربي الثروة الحيوانية الذين تتلاشى ثروتهم أمام أعينهم وبصر الجهات المسؤولة ، ودعم المرأة الريفية وتأسيس مشاريع متناهية الصغر مولدة للدخل بالمناطق المهمَّشة !.
أرجو من مرشحي لمجلس الشعب أن ينأى بنفسه عن كل هذا ، كيلا يقع في لجَّته كما وقع أعضاء سابقون في المجلس ، صدعوا رؤوسنا في حملاتهم الانتخابية بالشعارات الوطنية والوعود الزائفة ، ولم يستطيعوا تحريك مياه راكدة بأي قضية خدمية أو مجتمعية أو معيشية ، ولم يحققوا شيئاً لمواطنيهم سوى مكاسب خاصة !.
أريدُ من مرشحي للمجلس ألاَّ يتوهم أنه قادرٌ على أن يشيل الزير من البير ، فالبئر أعمق مما يتوهم والزير أكبر وأضخم مما يتخيّل !.
محمد أحمد خبازي