رذاذ ناعورة: شماعة الإهمال….

لاكثر من سنوات عشر ونحن في حرب طاحنة لا ترحم، سنوات عشر عجاف كنا نتوقع الموت بأية لحظة من قذيفة هنا وانفجار هناك، كانت السواطير والسكاكين مسلطة على رقابنا لتجزها باية لحظة، عندما يخرج احد أفراد المنزل كنا نودعه وكاننا لن نعود لرؤيته، ونستقبله وكانه أفلت من موت محقق، كل هذا ونحن نؤمن ان الوطن يعلو ولا يعلا عليه واننا في سبيله تهون ارواحنا .
سنوات ونحن نفتخر  بانتصارات جيشنا ونزف ابناؤنا بالدموع و الزغاريد، فما الذي حصل .
الحرب التي عشناها جعلت من الموت قدرا لا نخافه ، لكن ان نموت جوعا وقهرا  فهذا ما نكن نتوقعه ولا نقبله .
سنوات من الاهمال الزراعي والصناعي اوصلتنا لهذه الحالة نعيشها اليوم  ، افقدتنا  عددا من نقاط القوة وتجاوزت الخطوط الحمراء، فتراجعت زراعتنا ، وأقفلت العديد من  مصانعنا العامة وهددت ثرواتنا الحيوانية من مداجن وابقار ، لا ندري لماذا هذا  الإهمال وعدم المحاسبة ، هو ما جعلنا نعتمد في تأمين احتياجات بلدنا لحفنة من التجار أستسهلو ربح  الاستيراد، وسهل لهم البعض الامر ، فسكرت بعض  المعامل لنتستورد  العديد من مستلزماتنا الصناعية ، وضيقوا على الفلاح حتى هجر الكثير منهم  ارضه واستبدلوه بالاستيراد ، ضيقوا على المربين سواء مربي الدواجن والابقار لان استيراد الفروج المجمد اكثر ربحا .
ليتزامن ذلك مع  قانون قيصر  العدواني الذي اثر فعلا وضيق على حياة المواطن لكن هذا لايبرر تقصير الحكومة في ضبط الاسواق وكبح الغلاء وتوفير الحاجات الأساسية للمواطن من غذاء ودواء باسعار مقبولة ودعم الزراعة 
والاسئلة التي تطرح نفسها او يطرحها المواطن لماذا  نسمح للتجار بتصدير المعقمات  والكمامات بحجة وجود فائض مع ان مواطننا غير قادر على شرائها ولماذا نسمح  بتصدير الغذاءالالبان والبيض والفواكه والأساسيات المعيشية واصبحت حلما للمواطنين  ليزداد الغلاء مجددا ويعمّ الفقر  ولماذا اوقف معمل السكر والسماح باستيراده ؟!!!
ازدهار صقور
المزيد...
آخر الأخبار