يعيدنا إعلان وزارة الصحة، تجاوز الإصابات بفيروس كورونا عتبة الـ 500 وكثرة الوفيات ، وإنذار ذلك بتفشي الفيروس أفقياً وعمودياً ، يعيدنا إلى المربع الأول من تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس ، وخصوصاً بعد قرار الحكومة إغلاق صالات التعازي والأفراح.
فالوضع – كما يبدو – أخذ منحى آخر ، وبات التهاون بشروط السلامة العامة ومنع التجمعات ، يهدد المجتمع المحلي برمَّته أكثر من ذي قبل ، وينذر بكارثة صحية ومجتمعية قد تكون وشيكة ، إذا ما علمنا بتنامي عدد الإصابات والوفيات بمحافظتنا ، التي تتعامل معها الجهات الرسمية المحلية حتى الساعة بتعتيم منقطع النظير !.
الأمر الذي يستدعي منا كمواطنين ، اتباع أقصى درجات الحماية الذاتية ، وتطبيق الإجراءات الوقائية للتصدي للفيروس تطبيقاً صارماً ضمن المنزل وخارجه أيضاً .
وبالتأكيد من الضروري أن تتخذ الجهات المسؤولة بالمحافظة، إجراءات مشددة لمنع التجمعات والازدحام أمام الصرافات وصالات السورية للتجارة ، والمقاهي ، والمطاعم ، والمتنزهات الشعبية التي تكسر كل قواعد السلامة العامة ، فالمسألة ليست مزحة ، والوضع لم يعد يحتمل تأجيل تطبيق الإجراءات اللازمة لمنع انتشار هذا الوباء أفقياً وعمودياً !.
نحن ندرك أن هذا الأمر شاقٌ ، وتتريث الجهات المسؤولة باتخاذه حرصاً على الوضع المعيشي للناس ، ولكن دعونا نعترف أن الواقع الراهن لحياتنا المعيشية سيئ ، ومع تفشي الكورونا لاسمح الله ، وانهيار المنظومة الصحية سيكون أكثر سوءاً ، بل أسوأ بكثير مما يمكن تخيله !.
لذلك الرمد أفضل من العمى ، وإغلاق المنشآت التي تعد مصدراً للتجمعات ، كدور العبادة ، والمطاعم ، والمسابح اليوم ، أهون بكثير من أن يرغمنا الفيروس على إغلاقها عنوةً بعد تفشيه فيها .
نأمل ألاَّ يجبرنا الأمرُّ على المُرِّ ، ولكن هذا هو الواقع وينبغي لنا التعامل معه بالعقل لا بالعاطفة .
محمد أحمد خبازي